responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 59

و فتر الوحي فترة حتى حزن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فيما بلغنا حزنا عدا [1] منه مرارا كي يتردى من رءوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه تبدى له جبريل فقال:

يا محمد إنك رسول اللّه حقا، فيسكن لذلك جأشه، و تقر نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة الجبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك‌ [2].

جبريل ينزل بالوحي مرة ثانية

قال ابن حجر: و كان ذلك- أن انقطاع الوحي أياما- ليذهب ما كان (صلّى اللّه عليه و سلم) وجده من الروع، و ليحصل له التشوف إلى العود [3]، فلما تقلصت ظلال الحيرة، و ثبتت أعلام الحقيقة، و عرف (صلّى اللّه عليه و سلم) معرفة اليقين أنه أضحى نبيا للّه الكبير المتعال، و أن ما جاءه سفير الوحي ينقل إليه خبر السماء و صار تشوفه و ارتقابه لمجي‌ء الوحي سببا في ثباته و احتماله عند ما يعود، و جاءه جبريل للمرة الثانية. روى البخاري عن جابر بن عبد اللّه أنه سمع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يحدث عن فترة الوحي، قال:

«فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء، فرفعت بصري قبل السماء، فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء و الأرض، فجثثت منه حتى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي فقلت: زملوني زملوني، فزملوني، فأنزل اللّه تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ إلى قوله: فَاهْجُرْ، ثم حمي الوحي و تتابع» [4].

استطراد في بيان أقسام الوحي‌

قبل أن نأخذ في تفصيل حياة الرسالة و النبوة، نرى أن نتعرف أقسام الوحي الذي هو مصدر الرسالة و مدد الدعوة. قال ابن القيم- و هو يذكر مراتب الوحي:

إحداها: الرؤيا الصادقة

، و كان مبدأ وحيه (صلّى اللّه عليه و سلم).

الثانية: ما كان يلقيه الملك في روعه و قلبه من غير أن يراه‌

، كما قال النبي (صلّى اللّه عليه و سلم): «إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها. فاتقوا اللّه، و أجملوا


[1] بالعين المهلة من العدو، و هو الذهاب بسرعة، و في بعض النسخ «غدا» بالغين المعجمة.

[2] صحيح البخاري التعبير باب أول ما بدئ به رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) من الوحي الرؤيا الصالحة 2/ 34.

[3] فتح الباري 1/ 27.

[4] صحيح البخاري كتاب التفسير باب و الرجز فاهجر 2/ 733.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست