responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 58

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بعد ذكر مجي‌ء الوحي: «و لم يكن من خلق اللّه أبغض على من شاعر أو مجنون، كنت لا أطيق أن أنظر إليهما، قال: قلت: إن الأبعد- يعني نفسه- شاعر أو مجنون إلا تحدث بها عني قريش أبدا! لأعمدن إلى حالق من الجبل فلأطرحن نفسي منه فلأقتلنها، فلأستريحن! قال: فخرجت أريد ذلك، حتى إذا كنت في وسط الجبل سمعت صوتا من السماء يقول: يا محمد!! أنت رسول اللّه، و أنا جبريل، قال: فرفعت رأسي إلى السماء، فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء يقول: يا محمد! أنت رسول اللّه و أنا جبريل. قال: فوقفت أنظر إليه، و شغلني ذلك عما أردت، فما أتقدم و ما أتأخر، و جعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء فلا أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك، فما زلت واقفا ما أتقدم أمامي، و لا أرجع ورائي، حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي، حتى بلغوا مكة و رجعوا إليها و أنا واقف في مقامي، ثم انصرف عني و انصرفت راجعا إلى أهلي‌ [1] حتى أتيت خديجة فجلست إلى فخذها مضيفا إليها- ملتصقا بها مائلا إليها- فقالت: يا أبا القاسم! أين كنت؟ فو اللّه لقد بعثت في طلبك حتى بلغوا مكة و رجعوا إليّ، ثم حدثتها بالذي رأيت، فقالت: أبشر يا ابن عم، و اثبت، فو الذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة [2]، ثم قامت فانطلقت إلى ورقة و أخبرته. فقال: قدوس قدوس، و الذي نفس ورقة بيده لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى، و إنه لنبي هذه الأمة، فقولي له: فليثبت، فرجعت خديجة و أخبرته بقول ورقة، فلما قضى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) جواره و انصرف- إلى مكة- لقيه ورقة، و قال بعد أن سمع منه خبره: و الذي نفسي بيده، إنك لنبي هذه الأمة، و لقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء موسى» [3].

فترة الوحي‌

أما مدة فترة الوحي فروى ابن سعد عن ابن عباس ما يفيد أنها كانت أياما [4] و هذا الذي يترجح بل يتعين بعد إدارة النظر في جميع الجوانب. و أما ما اشتهر من أنها دامت طيلة ثلاثة سنين أو سنتين و نصف فلا يصح بحال، و ليس هذا موضع التفصيل في رده.

و قد بقي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في أيام الفترة كئيبا محزونا، تعتريه الحيرة و الدهشة، فقد روى البخاري في كتاب التعبير ما نصه:


[1] نص الطبري 2/ 207.

[2] نص ابن هشام 1/ 237- 238.

[3] ملخص من ابن هشام 1/ 238.

[4] فتح الباري 1/ 27، 12/ 360.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست