responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 323

على من اتبع الهدى، أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، و أسلم يؤتك اللّه أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم أهل القبط. يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى‌ كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمْ، أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ، وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً، وَ لا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ‌ [1].

و اختار لحمل هذا الكتاب حاطب بن أبي بلتعة، فلما دخل حاطب على المقوقس قال له: إنه كان قبلك رجل يزعم أنه الرب الأعلى، فأخذه اللّه نكال الآخرة و الأولى، فانتقم به ثم انتقم منه، فاعتبر بغيرك، و لا يعتبر غيرك بك.

فقال المقوقس: إن لنا دينا لن ندعه إلا لما هو خير منه.

فقال حاطب: ندعوك إلى دين الإسلام الكافي به اللّه فقد ما سواه، إن هذا النبي دعا الناس فكان أشدهم عليه قريش، و أعداهم له اليهود، و أقربهم منه النصارى، و لعمري ما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد، و ما دعاؤنا إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلى الإنجيل، فكل نبي أدرك قوما فهم أمته، فالحق عليهم أن يطيعوه، و أنت ممن أدركه هذا النبي، و لسنا ننهاك عن دين المسيح، و لكنا نأمرك به.

فقال المقوقس: إني قد نظرت في أمر هذا النبي، فوجدته لا يأمر بمزهود فيه، و لا ينهى عن مرغوب فيه، و لم أجده بالساحر الضال، و لا الكاهن الكاذب، و وجدت معه آية النبوة بإخراج الخب‌ء و الإخبار بالنجوى و سأنظر.

و أخذ كتاب النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فجعله في حق من عاج، و ختم عليه و دفع به إلى جارية له، ثم دعا كاتبا له يكتب بالعربية، فكتب إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم).

«بسم اللّه الرحمن الرحيم‌» لمحمد بن عبد اللّه من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك، أما بعد، فقد قرأت كتابك، و فهمت ما ذكرت فيه، و ما تدعو إليه، و قد علمت أن نبيا بقي، و كنت أظن أنه يخرج بالشام، و قد أكرمت رسولك، و بعثت إليك بجاريتين، لهما مكان في القبط عظيم، و بكسوة، و أهديت إليك بغلة لتركبها، و السلام عليك.

و لم يزد على هذا و لم يسلم، و الجاريتان مارية، و سيرين، و البلغة دلدل بقيت إلى‌


[1] هذا النص أورده ابن القيم في زاد المعاد 3/ 61 و الذي أورده الدكتور حميد اللّه أخذا من صورة الكتاب الذي عثر عليه في الماضي القريب يختلف بعض كلماته عن هذا النص، ففيه: «فأسلم تسلم يؤتك اللّه» الخ. و فيه: «إثم القبط» بدل قوله: «إثم أهل القبط» انظر: رسول أكرم كي سياسي زندگي ص 136، 137.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست