responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 23

فالتقوا و اقتتلوا قتالا شديدا، صار جمع من الفريقين فريسة له، ثم تداعوا إلى الصلح فحكموا يعمر بن عوف أحد بني بكر، فقضى بأن قصيا أولى بالكعبة و بأمر مكة من خزاعة، و كل دم أصابه قصي منهم موضوع بشدخة تحت قدميه، و ما أصابت خزاعة و بنو بكر ففيه الدية، و أن يخلي بين قصي و بين الكعبة- فسمي يعمر يومئذ الشداخ‌ [1]- و كان استيلاء قصي على مكة و البيت في أواسط القرن الخامس للميلاد سنة 440 م‌ [2] و بذلك صارت لقصي، ثم لقريش السيادة التامة، و الأمر النافذ في مكة، و صار الرئيس الديني لذلك البيت الذي كانت تفد إليه العرب من جميع أنحاء الجزيرة.

و مما فعله قصي بمكة أنه جمع قومه من منازلهم إلى مكة، و قطعها رباعا بين قومه، و أنزل كل قوم من قريش منازلهم التي أصبحوا عليها، و أقر النسأة و آل صفوان، و عدوان و مرة بن عوف على ما كانوا عليه من المناصب؛ لأنه كان يراه دينا في نفسه لا ينبغي تغييره‌ [3].

و من مآثر قصي أنه أسس دار الندوة بالجانب الشمالي من مسجد الكعبة، و جعل بابها إلى المسجد، و كانت مجمع قريش، و فيها تفصل مهام أمورها، و لهذه الدار فضل على قريش؛ لأنها ضمنت اجتماع الكلمة و فض المشاكل بالحسنى‌ [4].

[رئاسة قصي‌]

و كان لقصي من مظاهر الرئاسة و التشريف:

1- رئاسة دار الندوة

، ففيها كانوا يتشاورون فيما نزل بهم من جسام الأمور، و يزوجون فيها بناتهم.

2- اللواء

، فكانت لا تعقد راية الحرب إلا بيده.

3- الحجابة

و هي حجابة الكعبة، لا يفتح بابها إلا هو، و هو الذي يلي أمر خدمتها و سدانتها.

4- سقاية الحاج‌

، و هي أنهم كانوا يملئون للحجاج حياضا من الماء، يحلونها بشي‌ء من التمر و الزبيب، فيشرب الناس منها إذا وردوا مكة [5].


[1] ابن هشام 1/ 123- 124.

[2] قلب جزيرة العرب ص 232.

[3] ابن هشام 1/ 124- 125.

[4] ابن هشام 1/ 125، محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية للخضري 1/ 36، و أخبار الكرام ص 152.

[5] محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية للخضري 1/ 36.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست