نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 619
ديارهم»، فقلت: يا رسول الله، ارفع يديك، فإنه أكثر و أطيب، فتبسم رسو الله (صلى اللّه عليه و سلم)، و رفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه، ثم قام و قمنا عنه، فأقمنا ثلاثا و ضيافته تجرى علينا، ثم ودعناه، و أمر لنا بجوائز، فأعطينا خمس أواقى، لكل رجل منا، و اعتذر إلينا بلال، و قال: ليس عندنا مال اليوم، فقلنا: ما أكثر هذا و أطيبه، ثم رحلنا إلى بلادنا فوجدناها قد مطرت فى اليوم الذي دعا فيه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فى تلك الساعة [1].
قال الواقدى: و كان مقدمهم على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فى شوال سنة عشر.
وفد بنى عبس
قال: و قدم على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) وفد بنى عبس، فقالوا: يا رسول الله، قدم علينا قراؤنا، فأخبرونا أنه لا إسلام لمن لا هجرة له، و لنا أموال و مواش، و هى معايشنا، فإن كان لا إسلام لمن لا هجرة له فلا خير فى أموالنا، بعناها و هاجرنا من آخرنا، فقال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): «اتقوا الله حيث كنتم، فلن يلتكم الله من أعمالكم شيئا»، و سألهم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) عن خالد بن سنان، هل له عقب؟ فأخبروه أنه لا عقب له، كانت له ابنة فانقرضت، و أنشأ رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) يحدث أصحابه عن خالد بن سنان، فقال: «نبى ضيعه قومه» [2].
قال ابن إسحاق [4]: و قدم على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) صرد بن عبد الله الأزدى، فأسلم، و حسن إسلامه، فى وفد من الأزد، فأمره رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) على من أسلم من قومه. و أمره أن يجاهد بمن أسلم من كان يليه من أهل الشرك من قبائل اليمن.
فخرج صرد بن عبد الله يسير بأمر رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) حتى نزل بجرش، و هى يومئذ مدينة مغلقة، و بها قبائل من قبائل اليمن، و قد ضوت إليها خثعم، فدخلوها معهم حين