responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 617

وفد غسان‌ [1]

و قدم على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) وفد غسان.

قالوا أو من قاله منهم فيما ذكر الواقدى عنهم: قدمنا على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فى رمضان سنة عشر، و نحن ثلاثة نفر، فلما كنا برأس الثنية لقينا رجل على فرس متنكب قوسا، فحيانا بتحية الإسلام، فرددنا عليه تحيتنا، فقال: من أنتم؟ قلنا: رهط من غسان، قد قدمنا على محمد نسمع من كلامه و نرتاد لقومنا، قال: فانزلوا حيث ينزل الوفد، قلنا:

و أين ينزل الوفد؟ قال: دار رملة بنت الحارث، و يقال: الحارث، ثم ائتوا رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فكلموه، قلنا: و نقدر عليه كلما أردنا؟ قال: فتبسم، فقال: أى لعمرى، إنه ليطوف بالأسواق و يمشى وحده، و كنا قوما نسمع كلام النصارى و صفتهم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، و أنه يمشى وحده لا شرطة معه، و يرعب من يراه منهم، فقلنا للرجل: من أنت لك الجنة؟

قال: أنا أبو بكر بن أبى قحافة، فقلنا: أنت فيما يزعم النصارى تقوم بهذا الأمر بعده، قال أبو بكر: الأمر إلى الله عز و جل، ثم قال: كيف تخدعون عن الإسلام و قد خبركم أهل الكتاب بصفته، و أنه آخر الأنبياء؟ قلنا: هو ذاك، فمضى و مضينا نسأل عن دار رملة حتى انتهينا إليها فنصادف وفودا من العرب كلهم مصدق بمحمد (صلى اللّه عليه و سلم)، فقلنا فيما بيننا: أ ترانا شر من نزى من العرب؟ ثم خرجنا حتى نلقى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) عند باب المسجد واقفا، فأمدنا ببصره، و قال: «أنتم الغسانيون؟» قلنا: نعم، قال: «قدمتم مرتادين لقومكم فما انتفعتم بعلم من كان معكم من أهل الكتاب». قلنا: يا محمد، لم نر أحدا منهم اتبعك، فوقفنا عنك لذلك، و نحن الآن على غير ما كنا عليه، فإلام تدعو؟ قال:

«أدعو إلى الله وحده لا شريك له، و خلع ما دعى من دونه، و أنى رسول الله». قال قائلهم: فمن معك من اتباعك؟ قال: «الله جل و عز معى و الملائكة: جبريل و ميكائيل، و الأنبياء، و صالح المؤمنين»، ثم التفت و نظر إلى عمر، و لم ير أبا بكر، فقال: «هذا و صاحبه»، قلنا: ابن أبى قحافة؟ قال: «نعم»، قلنا: إنك لتأوى إلى ركن شديد، و قد صدقناك، و شهدنا أن ما جئت به حق، و لا ندرى أ يتبعنا قومنا أم لا، و هم يحبون بقاء ملكهم و قرب قيصر [2].

ثم أسلموا، و أجازهم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) بجوائز، و انصرفوا راجعين، فقدموا على قومهم،


[1] راجع: المنتظم لابن الجوزى (3/ 382)، طبقات ابن سعد (1/ 2/ 71)، تاريخ الطبرى (3/ 130).

[2] انظر الحديث فى: تاريخ الطبرى (3/ 130)، طبقات ابن سعد (1/ 2/ 71).

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 617
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست