نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 613
الوافد، فامنن على من الله عليك؛ قال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): «قد فعلت، فلا تعجلى بخروج حتى تجدى من قومك من يكون لك ثقة، حتى يبلغك إلى أهلك، ثم آذنينى».
فسألت عن الرجل الذي أشار إلى أن كلميه، فقيل: على بن أبى طالب، و أقمت حتى قدم ركب من بلى أو قضاعة، و إنما أريد أن آتى أخى بالشام، فجئت رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فقلت: يا رسول الله، قد قدم رهط من قومى، لى فيهم ثقة و بلاغ. فكسانى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و حملنى، و أعطانى نفقة، فخرجت معهم حتى قدمت الشام.
قال عدى: فو الله إنى لقاعد فى أهلى، إذ نظرت إلى ظعينة تصوب إلى تؤمنا، قلت:
ابنة حاتم؟ فإذا هى هى، فلما وقفت على انسحلت تقول: القاطع الظالم، احتملت بأهلك و ولدك، و تركت بقية والدك عورتك، قلت: أى أخية، لا تقولى إلا خيرا، فو الله ما لى من عذر، لقد صنعت ما ذكرت.
ثم نزلت فأقامت عندى، فقلت لها، و كانت امراة حازمة: ما ذا ترين فى أمر هذا الرجل؟ قالت: أرى و الله أن تلحق به سريعا، فإن يكن الرجل نبيا فللسابق إليه فضله، و إن يك ملكا فلن تذل فى عز اليمن، و أنت أنت، قلت: و الله، إن هذا للرأى.
فخرجت حتى أقدم على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) المدينة، فدخلت عليه، و هو فى مسجده، فسلمت عليه، فقال: «من الرجل؟» فقلت: عدى بن حاتم؛ فقام رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فانطلق بى إلى بيته، فو الله إنه لعامد بى إليه، إذ لقيته امرأة ضعيفة كبيرة، فاستوقفته، فوقف لها طويلا تكلمه فى حاجتها؛ قال: قلت فى نفسى: و الله ما هذا بملك، قال: ثم مضى بى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) حتى إذا دخل بى بيته، تناول و سادة من أدم محشوة ليفا، فقذفها إلى؛ فقال: «اجلس على هذه»، قال: قلت: بل أنت فاجلس عليها، قال: «بل أنت»، فجلست عليها، و جلس رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) بالأرض؛ فقلت فى نفسى: و الله ما هذا بأمر ملك، ثم قال: «إيه يا عدى بن حاتم! أ لم تك ركوسيا؟» قلت: بلى، قال: «أولم تكن تسير فى قومك بالمرباع؟» قلت: بلى، قال: «فإن ذلك لم يكن يحل لك فى دينك»؛ قلت: أجل و الله، و عرفت أنه نبى مرسل يعلم ما يجهل، ثم قال: «لعلك يا عدى إنما يمنعك من الدخول فى هذا الدين ما ترى من حاجتهم، فو الله ليوشكن المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه؛ و لعلك إنما يمنعك من دخول فيه ما ترى من كثرة عدوهم و قلة عددهم، فو الله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت، لا تخاف؛ و لعلك إنما يمنعك من دخول فيه أنك ترى أن الملك
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 613