نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 611
يا رسول الله توهمنى. قال: «لقد رأيتك». فقال المحاربى: أى و الله، لقد رأيتنى و كلمتنى، و كلمتك بأقبح الكلام و رددتك بأقبح الرد بعكاظ و أنت تطوف على الناس.
فقال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): «نعم». ثم قال المحاربى: يا رسول الله، ما كان فى أصحابى أشد عليك يومئذ و لا أبعد من الإسلام منى، فأحمد الله الذي أبقانى حتى صدقت بك، و لقد مات أولئك النفر الذين كانوا معى على دينهم. فقال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): «إن هذه القلوب بيد الله عز و جل». فقال المحاربى: يا رسول، استغفر لى من مراجعتى إياك. فقال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): «إن الإسلام يجب ما كان قبله من الكفر» [1]. ثم انصرفوا إلى أهليهم.
و قدم على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) وفد و طىء، فيهم زيد الخيل [3]، و هو سيدهم؛ فلما انتهوا إليه كلموه، و عرض عليهم الإسلام، فأسلموا، فحسن إسلامهم؛ و قال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم):
«ما ذكر لى رجل من العرب بفضل ثم جاءنى، إلا رأيته دون ما يقال فيه، إلا زيد الخيل، فإنه لم يبلغ كل ما فيه»، ثم سماه زيد الخير، و قطع له فيدا و أرضين معه؛ و كتب له بذلك كتابا، فخرج من عنده راجعا إلى قومه؛ فقال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): «إن ينج زيد من حمى المدينة» يسميها رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) يومئذ باسم غير الحمى، و غير أم ملدم.
و قال زيد حين انصرف:
أنيخت بآجام المدينة أربعا* * * و عشرا يغنى فوقها الليل طائر
فلما قضى أصحابها كل بغية* * * و خط كتابا فى الصحيفة ساطر
شددت عليها رحلها و سليلها* * * من الدرس و الشعراء و البطن ضامر
فلما انتهى زيد من بلد نجد إلى ماء من مياهه، يقال له: فردة أصابته الحمى، فمات.