responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 600

الله، هم بهذه السرية فقال: «كيف بلادكم؟» فقلنا: مخصبون، فقال: «الحمد لله».

فأقمنا أياما، فتعلمنا من القرآن و السنن، و ضيافته تجرى علينا، ثم جئنا نودعه منصرفين، فقال لبلال: «أجزهم كما تجيز الوفد»، فجاء بلال بنقر من فضة، فأعطى كل واحد منا خمس أواق، و قال: ليس عندنا دراهم مضروبة، فانصرفنا إلى بلادنا [1].

وفد بنى سعد هذيم‌ [2]

و قدم على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) بنو سعد هذيم، من قضاعة فى سنة تسع.

ذكر الواقدى عن ابن النعمان منهم عن أبيه قال: قدمت على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) وافدا فى نفر من قومى، و قد أوطأ رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) البلاد غلبة، و أداخ العرب، و الناس صنفان. إما داخل فى الإسلام راغب فيه، و إما خائف من السيف، فنزلنا ناحية من المدينة، ثم خرجنا نؤم المسجد حتى انتهينا إلى بابه، فنجد رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) يصلى على جنازة فى المسجد، فقمنا خلفه ناحية، و لم ندخل مع الناس فى صلاتهم، و قلنا: حتى نلقى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و نبايعه، ثم انصرف رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فنظر إلينا، فدعا بنا، فقال: «من أنتم؟» فقلنا: من بنى سعد هذيم، فقال: «أ مسلمون أنتم؟» قلنا: نعم، قال: فهلا صليتم على أخيكم؟» قلنا: يا رسول الله، ظننا أن ذلك لا يجوز لنا حتى نبايعك، فقال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): «أينما أسلمتم مسلمون».

قال: فأسلمنا و بايعنا رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) بأيدينا على الإسلام، ثم انصرفنا إلى رحالنا، و قد كنا خلفنا عليها أصغرنا، فبعث رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فى طلبنا، فأتى بنا إليه، فتقدم صاحبنا فبايعه على الإسلام، فقلنا: يا رسول الله، إنه أصغرنا، و إنه خادمنا، فقال: «أصغر القوم خادمهم، بارك الله عليه» [3].

قال: فكان و الله خيرنا، و أقرأنا للقرآن، لدعاء رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) له، ثم أمره رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) علينا، فكان يؤمنا.

و لما أردنا الانصراف، أمر بلالا فأجازنا بأواقى من فضة، لكل رجل منا، فرجعنا إلى قومنا، فرزقهم الله الإسلام.


[1] ذكره ابن عساكر فى تهذيب تاريخ دمشق (3/ 302، 10/ 296).

[2] راجع: المنتظم لابن الجوزى (3/ 356)، طبقات ابن سعد (1/ 2/ 59، 65).

[3] ذكره ابن كثير فى البداية و النهاية (5/ 94).

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 600
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست