نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 599
و قد كان قيس بن مكشوح لما بلغه خروج عمرو أوعده و تحطم عليه، و قال: خالفنى و ترك رأيى. فقال عمرو فى ذلك من أبيات:
أمرتك يوم ذى صنعاء* * * أمرا باديا رشده
أمرتك باتقاء الل* * * ه و المعروف تتعده
فكنت كذى الحمير غره* * * مما به وتده
تمنانى على فرس* * * عليه جالس أسده (*)
فلو لاقيتنى للقي* * * ت ليثا فوقه لبده
و طلب فروة بن مسيك قيس بن مكشوح كل الطلب، حتى هرب من بلاده، و كان مصمما فى طلب من خالفه، فكان عمرو يقول لقيس: قد خبرتك يا قيس أنك تكون ذنبا تابعا لفروة بن مسيك.
وفد بنى ثعلبة
و قدم على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) وفد بنى ثعلبة سنة ثمان مرجعه من الجعرانة.
ذكر الواقدى عن رجل منهم قال: لما قدم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) من الجعرانة قدمنا عليه وافدين مقرين بالإسلام، و نحن أربعة نفر، فنزلنا دار رملة بنت الحارث، فجاءنا بلال، فنظر إلينا، فقال: أ معكم غيركم؟ قلنا: لا، فانصرف عنا، فلم يلبث إلا يسيرا حتى أتى بجفنة من ثريد بلبن و سمن، فأكلنا حتى نهلنا، ثم رحنا إلى الظهر، فإذا رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) قد خرج من بيته و رأسه يقطر ماء، فرمى ببصره إلينا، فأسرعنا إليه، و بلال يقيم الصلاة.
فسلمنا عليه، و قلنا: يا رسول الله، إنا رسل من خلفنا من قومنا، مقرين بالإسلام، و هم فى مواشيهم، و ما لا يصلحه إلا هم، و قد قيل لنا يا رسول الله: لا إسلام لمن لا هجرة له، فقال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): «حيثما كنتم، و اتقيتم الله فلا يضركم حيث كنتم».
و فرغ بلال من الآذان، و رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) يكلمنا، ثم تقدم فصلى بنا الظهر، لم تصل وراء أحد قط أتم صلاة و لا أوجز منه، ثم انصرف إلى بيته، فدخل، فلم يلبث أن خرج إلينا، فقيل لنا: صلى فى بيته ركعتين، فدعا بنا، فقال: «أين أهلكم؟» فقلنا: قريبا يا رسول
(*) ذكر فى السيرة بعد هذا البيت بيت لم يذكره هنا، و هو:
علىّ مفاضة كالنه* * * ى أخلص ماءه جدده
انظر: السيرة (4/ 208).
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 599