responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 505

اظهرى بى على أبى قبيس. فأشرفت به عليه، فقال: أى بنية ما ذا ترين؟ قالت: أرى سوادا مجتمعا قال: تلك الخيل. قالت: و أرى رجلا يسعى بين يدى السواد مقبلا و مدبرا. قال: أى بنية ذلك الوازع الذي يأمر الخيل و يتقدم إليها. ثم قالت: قد و الله انتشر السواد. فقال: قد و الله إذن دفعت الخيل فأسرعى بى إلى بيتى. فانحطت به، و تلقاه الخيل قبل أن يصل إلى بيته و فى عنق الجارية طوق من ورق فيلقاها رجل فيقتطعه من عنقها.

قالت: فلما دخل رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) مكة و دخل المسجد أتاه أبو بكر بأبيه يقوده، فلما رآه (صلى اللّه عليه و سلم) قال: «هلا تركت الشيخ فى بيته حتى أكون أنا آتيه فيه!» فقال أبو بكر: يا رسول الله، هو أحق أن يمشى إليك من أن تمشى إليه. قال: فأجلسه بين يديه ثم مسح صدره ثم قال له: «أسلم». فاسلم. و رآه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و كأن رأسه ثغامة فقال: «غيروا هذا من شعره» [1]. ثم قام أبو بكر فأخذ بيد أخته فقال: أنشد الله و الإسلام طوق أختى. فلم يجبه أحد، فقال: أى أخية احتسبى طوقك فو الله إن الأمانة اليوم فى الناس لقليل!

و أمر رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) حين فرق جيشه من ذى طوى الزبير بن العوام أن يدخل فى بعض الناس من كدى، و كان على المجنبة اليسرى، و أمر سعد بن عبادة أن يدخل فى بعض الناس من كدا، فذكروا أن سعدا حين وجه داخلا قال: «اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة».

فسمعها رجل من المهاجرين، قيل: هو عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- فقال: يا رسول الله اسمع ما قال سعد، ما نأمن أن تكون له فى قريش صولة. فقال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) لعلى بن أبى طالب: «أدركه فخذ الراية فكن أنت تدخل بها» [2]. و يقال: إنه أمر الزبير بذلك و جعله مكان سعد على الأنصار مع المهاجرين. فسار الزبير بالناس حتى وقف بالحجون و غرز بها راية رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم).

و ذكر غير ابن إسحاق أن ضرار بن الخطاب قال- يومئذ- شعرا استعطف فيه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) على قريش حين سمع قول سعد، و هو من أجود شعر قاله:

يا نبى الهدى إليك لحاجى قريش و لات حين لجاء


[1] ذكره الحاكم فى المستدرك (3/ 46، 47)، مجمع الزوائد للهيثمى (6/ 173، 174).

[2] انظر الحديث فى: الإصابة لابن حجر (5/ 254)، مجمع الزوائد للهيثمى (6/ 169).

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 505
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست