responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 476

فأرسلت قريش إلى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) أبا سفيان بن حرب يسألونه و يتضرعون إليه أن يبعث إلى أبى بصير و إلى أبى جندل بن سهيل و من معهم فيقدموا عليه و قالوا: من خرج منا إليك فأمسكه فى غير حرج، فإن هؤلاء الركب قد فتحوا علينا بابا لا يصلح إقراره.

فلما كان ذلك من أمرهم علم الذين كانوا أشاروا على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) أن يمنع أبا جندل من ابيه بعد القضية أن طاعة رسول الله خير فيما أحبوا و فيما كرهوا، و أن رأيه أفضل من رأيهم و من رأى من ظن أن له قوة و رأيا، و علم أن ما خص الله به نبيه من العون و الكرامة أفضل.

و كتب رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) إلى أبى جندل و أبى بصير يأمرهم أن يقدموا عليه و يأمر من معهما من المسلمين أن يرجعوا إلى بلادهم و أهليهم و لا يعرضوا لأحد مر بهم من قريش و عيراتها، فقدم كتاب رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)- زعموا- على أبى جندل و أبى بصير و أبو بصير يموت، فمات و كتاب رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فى يده يقرؤه. فدفنه أبو جندل مكانه و جعل عند قبره مسجدا.

و قدم أبو جندل على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) معه أناس من أصحابه و رجع سائرهم إلى أهليهم و أمنت عيرات قريش.

فلم يزل أبو جندل مع رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و شهد ما أدرك من المشاهد بعد ذلك و شهد الفتح، و رجع مع رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فلم يزل معه بالمدينة حتى توفى (صلوات الله عليه و سلامه) و قدم أبوه سهيل بن عمرو المدينة أول إمارة عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- فمكث بها أشهر ثم خرج مجاهدا إلى الشام و خرج معه ابنه أبو جندل، فلم يزالا مجاهدين حتى ماتا جميعا هناك، ي(رحمهما الله).

و هاجرت إلى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فى تلك المدة أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط [1]، فخرج أخواها عمارة و الوليد ابنا عقبة حتى قدما على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) يسألانه أن يردها عليهما بالعهد الذي بينه و بين قريش فى الحديبية، فلم يفعل، أبى الله ذلك و أنزل فيه على رسوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَ لا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَ آتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا وَ لا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَ‌


[1] انظر ترجمتها فى: الإصابة ترجمة رقم (12231)، أسد الغابة ترجمة رقم (7585)، الطبقات الكبرى (8/ 230)، تهذيب التهذيب (12/ 476).

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 476
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست