نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 366
فحاصرهم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) حتى نزلوا على حكمه، فقام إليه عبد الله بن أبىّ بن سلول، حين أمكنه الله منهم، فقال: يا محمد، أحسن فى موالى، و كانوا حلفاء الخزرج، فأبطأ عليه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، فقال: يا محمد أحسن فى موالى، فأعرض عنه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فأدخل يده فى جيب درع رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و كان يقال لها: ذات الفضول، فقال له:
«أرسلنى»! و غضب (صلى اللّه عليه و سلم) حتى رأوا لوجهه ظللا، ثم قال: «و يحك أرسلنى». قال: لا و الله لا أرسلك حتى تحسن فى موالى، أربعمائة حاسر و ثلاثمائة دارع قد منعونى من الأحمر و الأسود تحصدهم فى غداة واحدة! إنى و الله امرؤ أخشى الدوائر، فقال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): «هم لك» [1].
و لما حاربت بنو قينقاع تشبث عبد الله بن أبى بأمرهم و قام دونهم، قال: مشى عبادة بن الصامت، و كان أحد بنى عوف، لهم من حلفه مثل الذي لهم من عبد الله بن ابى، إلى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فخلعهم إليه و تبرأ إلى الله و إلى رسوله من حلفهم، و قال: يا رسول الله، أتولى الله و رسوله و المؤمنين، و أبرأ من حلف هؤلاء الكفار و ولايتهم.
ففيه و فى عبد الله بن أبى نزلت [هذه] القصة من المائدة: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَ النَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يريد عبد الله بن أبىّ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ. ثم القصة فى قوله: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ و ذلك لتولى عبادة بن الصامت الله و رسوله و الذين آمنوا، و تبرية، من بنى قينقاع و حلفهم و ولايتهم وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ [المائدة: 51- 56].