نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 365
ثم غزا قريشا حتى بلغ بحران [1]، معدنا بالحجاز من ناحية الفرع، ثم رجع منه إلى المدينة و لم يلق كيدا، و ذلك بعد مقامه به نحوا من شهرين، ربيع الآخر و جمادى الأولى من سنة ثلاث.
أمر بنى قينقاع
و كان فيما بين ما ذكر من غزو رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) أمر بنى قينقاع.
و كانوا أول يهود نقضوا ما بينهم و بين رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و حاربوا فيما بين بدر و أحد.
و كان رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) جمعهم فى سوقهم، ثم قال: «يا معشر يهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة و أسلموا، فإنكم قد عرفتم أنى نبى مرسل، تجدون ذلك فى كتابكم و عهد الله إليكم» [2].
قالوا: يا محمد، إنك ترى أنا قومك! لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة، إنا و الله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس.
و كان منشأ أمرهم: أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها فباعته بسوق قينقاع" و جلست إلى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فأبت، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوءتها، فضحكوا بها فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، و كان يهوديا، فشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فأغضب المسلمون فوقع الشر بينهم و بين بنى قينقاع.
[1] ذكرها ابن الأثير فى الكامل (2/ 142)، و الطبرى فى تاريخه (2/ 52)، و الواقدى فى المغازى (1/ 196، 197).
[2] انظر الحديث فى: البداية و النهاية لابن كثير (4/ 3).