نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 195
قال: أنت الذي أفسدته فأنقذه. فقال أبو بكر: أفعل: عندى غلام أسود أجلد منه و أقوى، على دينك، أعطيكه به. قال: قد قبلت. قال: هو لك. فأعطاه أبو بكر غلامه ذلك، و أخذ بلالا فأعتقه [1].
و أعتق معه على الإسلام قبل أن يهاجر إلى المدينة ست رقاب، بلال سابعهم، عامر ابن فهيرة، و أم عبيس [2]، و زنيرة [3]، فأصيب بصرها حين أعتقها، فقالت قريش: ما أذهب بصرها إلا اللات و العزى. فقالت: كذبوا و بيت الله، ما تضر اللات و العزى و لا تنفعان. فرد الله إليها بصرها [4].
و أعتق النهدية و ابنتها، و كانتا لامرأة من بنى عبد الدار، فمر بهما أبو بكر و قد بعثتهما سيدتهما بطحين لها و هى تقول: و الله لا أعتقكما أبدا. فقال أبو بكر: حلا يا أم فلان. فقالت: حل أنت، أفسدتهما فأعتقهما. قال: فبكم هما؟ قالت: بكذا و كذا.
قال: قد أخذتهما، و هما حرتان، أرجعا إليها طحينها. قالتا: أو نفرغ منه يا أبا بكر ثم نرده إليها؟ قال: أو ذلك إن شئتما [5].
و مر بجارية بنى نوفل حى من بنى عدى، و عمر بن الخطاب يعذبها لتترك الإسلام و هو يومئذ مشرك، فابتاعها أبو بكر فأعتقها. و قال له أبوه أبو قحافة: يا بنى، إنى أراك تعتق رقابا ضعافا فلو أنك إذ فعلت ما فعلت أعتقت رجالا جلداء يمنعونك و يقومون دونك؟ فقال أبو بكر: يا أبت إنى إنما أريد ما أريد.
فيتحدث أنه ما نزل هؤلاء الآيات إلا فيه و فيما قال أبوه: فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى إلى آخر السورة [الليل: 7] [6].
[1] ذكره أبو نعيم فى حلية الأولياء (1/ 148)، ابن سعد فى الطبقات (1/ 243).
[2] قال ابن عبد البر فى الاستيعاب (4/ 500): أم عبيس، قال الزبير: كانت فتاة لبنى تيم بن مرة فأسلمت، و كانت ممن يعذب فى الله فاشتراها أبو بكر فأعتقها.
[3] قال ابن عبد البر فى الاستيعاب (4/ 406): زنيرة: مولاة أبى بكر الصديق، هى أحد السبعة الذين كانوا يعذبون فى الله، فاشتراهم أبو بكر و أعتقهم. انظر ترجمتها فى: أسد الغابة الترجمة رقم (6948)، الإصابة الترجمة رقم (11222).