responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 196

و كانت بنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر و بأبيه و أمه، و كانوا أهل بيت إسلام، إذا حميت الظهيرة يعذبونهم برمضاء مكة، فيمر بهم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فيقول فيما بلغنى:

«صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة» [1]. فأما أمه فقتلوها و هى تأبى إلا الإسلام.

و كان أبو جهل الفاسق الذي يغرى بهم، فى رجال من قريش، إذا سمع بالرجل له شرف و منعة قد أسلم أنبه و أخزاه فقال: تركت دين أبيك و هو خير منك! لنسفهن حلمك و لنفيلن رأيك و لنضعن شرفك. و إن كان تاجرا قال: و الله لنكسدن تجارتك و لنهلكن مالك. و إن كان ضعيفا ضربه و أغرى به.

و قال سعيد بن جبير لعبد الله بن عباس‌ [2]: أ كان المشركون يبلغون من أصحاب رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) من العذاب ما يعذرون به فى ترك دينهم؟ قال: نعم و الله، إن كانوا ليضربون أحدهم و يجيعونه و يعطشونه حتى ما يقدر أن يستوى جالسا من شدة الضر الذي به حتى يعطيهم ما سألوه من الفتنة حتى يقولوا له: اللات و العزى إلهك من دون الله؟ فيقول: نعم. حتى إن الجعل ليمر بهم فيقولون له: أ هذا الجعل إلهك من دون الله؟

فيقول: نعم. افتداء منهم مما يلغون من جهده‌ [3].

ذكر الهجرة إلى أرض الحبشة

قال ابن إسحاق‌ [4]: فلما رأى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) ما يصيب أصحابه من البلاء، و ما هو فيه من العافية بمكانه من الله و من عمه أبى طالب، و أنه لا يقدر على أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء قال لهم: «لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد،


[1] انظر الحديث فى: مستدرك الحاكم (3/ 383)، المطالب العالية لابن حجر (4034)، كنز العمال للمتقى الهندى (37366، 37368)، حلية الأولياء لأبى نعيم (1/ 140)، البداية و النهاية لابن كثير (3/ 59).

[2] انظر: السيرة (1/ 265).

[3] ذكره ابن كثير فى البداية و النهاية (3/ 171). و قال: و فى مثل هذا أنزل الله تعالى: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَ لكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ‌ الآية، فهؤلاء كانوا معذورين بما حصل لهم من الإهانة و العذاب البليغ، أجارنا الله من ذلك بحوله و قوته.

[4] انظر: السيرة (1/ 266- 268).

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست