نام کتاب : أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار نویسنده : محمد بن عبد الله الأزرقي جلد : 1 صفحه : 154
و أمر لعبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك ثم قال له [1]: ايتني بخبره، و ما يكون من امره عند رأس الحول، فمات سيف بن ذى يزن من قبل ان يحول الحول، و كان عبد المطلب يقول: ايها الناس لا يغبطني رجل منكم بجزيل عطاء الملك فانه الى نفاد، و لكن ليغبطني بما يبقى لي و لعقبي شرفه و ذكره و فخره فاذا قيل له: و ما ذاك؟ يقول: ستعلمن و لو بعد حين. و في ذلك يقول امية بن عبد شمس:
جلبنا النصح نحقبها المطايا* * * الى اكوار اجمال و نوق
مغلغلة مراتعها تعالى* * * الى صنعاء من فج عميق
تؤم بنا ابن ذى يزن و تفرى* * * ذوات بطونها أم الطريق
و نرعى [2] من مخايلها بروقا* * * مواقفة الوميض الى بروق
و لما وافقت [3] صنعاء صارت* * * بدار الملك و الحسب العريق
قال ابو الوليد: و قد ذكر اللّه تعالى الفيل و ما صنع باصحابه فقال:
أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ الى آخرها و لو لم ينطق القرآن به لكان في الاخبار المتواطئة و الاشعار المتظاهرة في الجاهلية و الاسلام حجة و بيان لشهرته و ما كانت العرب تؤرخ به، فكانوا يؤرخون في كتبهم و ديونهم من سنة الفيل، و فيها ولد رسول اللّه 6 فلم تزل قريش و العرب بمكة جميعا تؤرخ بعام الفيل، ثم أرخت بعام الفجار، ثم ارخت ببنيان الكعبة فلم تزل تؤرخ به حتى جاء اللّه بالاسلام فأرخ المسلمون من عام الهجرة، و لقد بلغ من شهرة امر الفيل و صنع اللّه باصحابه و استفاضة ذلك فيهم حتى قالت عائشة رضي اللّه عنها على حداثة سنها: لقد رأيت قايد الفيل و سايسه اعميين ببطن مكة يستطعمان و قد ذكر [4] غير واحد من احداث قريش أنه رآهما أعميين.