نام کتاب : أسباب نزول القرآن نویسنده : ابي حسن الواحدي جلد : 1 صفحه : 110
من العبودية. قال جعفر : سلهما : هل أهرقنا دماً بغير حق فيقتص منا؟ فقال
عمرو : لا ، ولا قطرة. قال جعفر : سلهما : هل أخذنا أموال الناس بغير حق فعلينا
قضاؤها؟ قال النجاشي : يا عمرو إن كان قنطاراً فعليَّ قضاؤه ، فقال عمرو : لا ولا
قيراطاً ، قال النجاشي : فما تطلبون منهم؟ قال عمرو : كنا وهم على دين واحد ، وأمر
واحد ، على دين آبائنا ، فتركوا ذلك الدين واتبعوا غيره ، ولزمناه نحن ، فبعثنا
إليك قومهم لتدفعهم إلينا. فقال النجاشي : ما هذا الدين الذي كنتم عليه ، والدين
الذي اتبعتموه؟ اصدقني. قال جعفر : أما [الدين] الذي كنا عليه وتركناه فهو دين
الشيطان وأمره ، كنا نكفر بالله عزوجل ، ونعبد الحجارة ، وأما [الدين] الذي تحولنا إليه فدين
الله الإسلام ، جاءنا به رسول من الله وكتاب مثل كتاب ابن مريم موافقاً له.
فقال النجاشي :
يا جعفر لقد تكلمت بأمر عظيم فَعَلَى رِسْلِكَ. ثم أمر النجاشي فضرِب بالناقوس
فاجتمع إليه كل قسيس وراهب ، فلما اجتمعوا عنده قال النجاشي : أنشدكم الله الذي
أنزل الإنجيل على عيسى ، هل تجدون بين عيسى وبين القيامة نبياً مرسلاً؟ فقالوا :
اللهم نعم ، قد بشرنا به عيسى ، وقال : من آمن به فقد آمن بي ، ومن كفر به فقد كفر
بي. فقال النجاشي لجعفر : ما ذا يقول لكم هذا الرجل ويأمركم به ، وما ينهاكم عنه؟
قال : يقرأ علينا كتابَ الله ، ويأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، ويأمر بحسن
الجوار ، وصلة الرحم ، وبرّ اليتيم ، ويأمرنا أن نعبد الله وحده لا شريك له.
فقال : اقرأ
علينا شيئاً مما كان يقرأ عليكم. فقرأ عليهم سورة «العنكبوت» و «الروم». ففاضت
عينا النجاشي وأصحابه من الدمع ، وقالوا : يا جعفر ، زدنا من هذا الحديث الطيب.
فقرأ عليهم «سورة الكهف». فأراد عمرو أن يغضب النجاشي فقال : إنهم يشتمون عيسى
وأمه ، فقال النجاشي : ما يقولون في عيسى وأمه؟ فقرأ عليهم جعفر سورة «مريم» ،
فلما أتى على ذكر مريم وعيسى رفع النجاشي نفثة من سواك قدر ما يقذى العين ، وقال :
والله ما زاد المسيح على ما تقولون هذا. ثم أقبل على جعفر وأصحابه فقال : اذهبوا
فأنتم سُيُومٌ بأرضي.يقول : آمنون ، من سبكم أو آذاكم غرم ، ثم قال : أبشروا ولا
تخافوا ، ولا دهورة
نام کتاب : أسباب نزول القرآن نویسنده : ابي حسن الواحدي جلد : 1 صفحه : 110