responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : الرومي، فهد بن عبد الرحمن    جلد : 2  صفحه : 725
الموضوعية؛ إذ ليست له مقدمة وليست فيه مباحث موضوعية مرتبة لها مقاصد وأغراض في فصول وأبواب؛ وإنما كان القرآن مشتملًا على عدة سور، كل سورة منه احتوت على آيات متعددة، كل آية في غرض، فهذه للوعظ، وتلك للزجر، وهذه قصة وأخرى لحكم من الأحكام، وأخرى لوصف الجنة أو النار[1].
وقد عاب الإمام عز الدين بن عبد السلام ذلك وعد طالبه متكلفًا؛ حيث قال: "المناسبة علم حسن؛ لكن يشترط في حسن ارتباط الكلام أن يقع في أمر متحد مرتبط أوله بآخره، فإن وقع على أسباب مختلفة لم يقع فيه ارتباط، ومَن ربط ذلك فهو متكلف بما لا يقدر عليه إلا بربط ركيك يصان عن مثله حسن الحديث فضلًا عن أحسنه، فإن القرآن نزل في نيِّف وعشرين سنة في أحكام مختلفة، شرعت لأسباب مختلفة، وما كان كذلك لا يتأتى ربط بعضه ببعض"[2].
وكما قال رجال المدرسة العقلية الاجتماعية بالوَحْدَة الموضوعية في القرآن الكريم قالوا بالوَحْدَة الموضوعية في السورة القرآنية؛ فقال الشيخ عبد العزيز جاويش: "قد يغفل المفسر عمَّا بين آيات القرآن من الارتباط والتناسب، وما قد يفيد بعضها بعضًا من البيان أو التقييد؛ فيأخذها بالتأويل مفككة العرى مبددة النظم، حتى إذا استعصى عليه أمرها ونبا عقله عن فَهْمِها، لا يزال يركب في تأويلها صعاب المراكب، ويلتمس بلوغ معانيها بتسنم الجبال وقطع السباسب، وقلما سلمت أقدامهم من العثار أو استطاعوا إبراز ما فيها من الآثار"[3].
وكما ردوا من التفاسير التفسير الذي يخالف الوَحْدَة الموضوعية في القرآن، فإنهم يردون هنا ما يخالف الوَحْدَة الموضوعية في السورة أو هدفها العام؛ حتى جعلوا هذا الأخير أساسًا في فَهْم آياتها؛ ولذلك فإنا نرى -مثلًا- الأستاذ الإمام محمد عبده يرفض تفسير الرزق في قوله تعالى: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ

[1] الوَحْدَة الموضوعية في القرآن الكريم: محمد محمود حجازي ص13.
[2] الإتقان: السيوطي ج2 ص108.
[3] أسرار القرآن: عبد العزيز جاويش ص117.
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : الرومي، فهد بن عبد الرحمن    جلد : 2  صفحه : 725
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست