(١) (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى. فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى) أي أما من استغنى بماله وقوّته عن الإيمان ، وعما عندك
من المعارف التي يشتمل عليها الكتاب المنزّل عليك ، فأنت تقبل عليه ، حرصا على
إسلامه ، ومزيد الرغبة فى إيمانه.
(وَما عَلَيْكَ أَلَّا
يَزَّكَّى؟) أي وأىّ عيب عليك فى بقائه كذلك ، وألا يتطهر من وسخ
الجهالة؟ فما أنت إلا رسول مبلغ عن الله ، وقد أديت ما يجب عليك ، فما بالك يشتد
بك الحرص على إسلامه.
وقصارى ذلك ـ لا
يبلغنّ بك الحرص على إسلامهم ، والاشتغال بدعوتهم ، أن تعرض عن الذين سبقت لهم منا
الحسنى.
(٢) (وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى. وَهُوَ يَخْشى.
فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى) أي وأما من جاءك مسرعا فى طلب الهداية والقرب من ربه ،
وهو يخشاه ويحذر الوقوع فى الغواية ، فأنت تتلهى عنه ، وتتغافل عن إجابته إلى
مطلبه.
كلا : كلمة
يقصد بها زجر المخاطب عن الأمر الذي يعاتب عليه ، لئلا يعاوده ، وهنا هو التصدي
للمستغنى والتلهي عن المستهدى ، تذكرة : أي موعظة ، ذكره : أي اتعظ به ، فى صحف
مكرمة : أي مودعة فى صحف شريفة ، مرفوعة : أي عالية القدر ، مطهرة : أي من النقص
لا تشوبها الضلالات ، سفرة : واحدهم سافر ، من سفر بين القوم إذا نصب نفسه وسيطا
ليصلح من أمورهم ما فسد.