الطامة الكبرى
: أي الداهية العظمى التي تطمّ على الدواهي أي تغلب وتعلو ، وهى النفخة الثانية
التي يكون معها البعث قاله ابن عباس ، وبرّزت الجحيم : أي كانت فى مكان بارز يراها
كل من له عينان ، طغى : أي تكبر وتجاوز الحد ، آثر : أي قدّم وفضل ، المأوى :
المستقر ، مقام ربه : أي جلاله وعظمته ، ونهى النفس عن الهوى : أي زجرها وكفها عن
هواها المردي لها بميلها إلى الشهوات.
المعنى
الجملي
بعد أن بيّن
أنه تعالى قادر على نشر الأموات كما قدر على خلق الأكوان ، بين صدق ما أوحى به إلى
نبيه من أن ذلك اليوم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين ، كائن لا بد منه ، فإذا
جاءت طامته الكبرى التي تفوق كل طامة حين تعرض الأعمال على العاملين ، فيتذكر كل
امرئ ما عمل ، ويظهر الله الجحيم وهى دار العذاب للعيان فيراها كل ذى بصر ، فى ذلك
اليوم يوزع الجزاء على العاملين ؛ فأما من جاوز الحدود التي حدها الله فى شرائعه ،
وفضل لذائذ الدنيا على ثواب الآخرة فدار العذاب مستقره ومأواه ؛ وأما من خاف مقامه
بين يدى ربه فى ذلك اليوم ،