من ذكر من فرض الله على الناس الإقرار بنبوته ، وجعل الاعتراف برسالته بعد
بلوغ دعوته ، شرطا فى دخول جنته.
هذا إلى أنه
صلى الله عليه وسلم أنقذ أمما كثيرة من رقّ الأوهام ، وفساد الأحلام ، ورجع بهم
إلى الفطرة الأولى من حرية العقل والإرادة ، والإصابة فى معرفة الحق ، ومعرفة من
يقصد بالعبادة ، فاتحدت كلمتهم فى الاعتقاد بإله واحد بعد أن كانوا متفرقين طرائق
قددا ، عبّاد أصنام وأوثان ، وشموس وأقمار ، لا يجدون إلى الهدى سبيلا ، ولا
للوصول إلى الحق طريقا ؛ فأزاح عنهم تلك الغمّة ، وأنار لهم طريق الهدى والرشاد.
العسر : الفقر
والضعف وجهالة الصديق وقوة العدو وإنكار الجميل ، فرغت : أي من عمل : فانصب : أي
اتعب.
المعنى
الجملي
بعد أن أبان
بعض نعمه على رسوله من شرح الصدر ، ووضع الوزر ، ورفع الذكر ، بعد استحكام الكرب ،
وضيق الأمر ـ ذكر أن ذلك قد وقع على ما جرت به سنته فى خلقه ، من إحداث اليسر بعد
العسر ، وأكد هذا بإعادة القضية نفسها مؤكدة لقصد تقريرها فى النفوس وتمكينها فى
القلوب.
الإيضاح
(فَإِنَّ مَعَ
الْعُسْرِ يُسْراً) أي فإن مع الضيق فرجا ، ومع قلة الوسائل إلى إدراك المطلوب مخرجا إذا تدرّع
المرء بالصبر وتوكل على ربه ، ولقد كان هذا حال النبي