الشهوة فقد فعل ما تفعل البهائم ، وبذلك يكون قد أخفى عمل القوة العاقلة
التي اختص بها الإنسان ، واندرج فى عداد الحيوان.
ولا شك أنه لا
خيبة أعظم ، ولا خسران أكبر من هذا المسخ الذي يجلبه الشخص لنفسه بسوء أعماله.
والمحلوف عليه
الذي افتتحت به السورة ـ محذوف للعلم به من نظائره ، وكأنه قيل : «وَالشَّمْسِ وَضُحاها ...» لينزلنّ بالمكذبين منكم مثل ما نزل بثمود إذ كذبت
نبيّها فأصابها العذاب ، ودليل ذلك قوله بعد : «كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها» الآيات ، فإنها ترشد إلى أن الله يعاقب من يكذب رسله ،
نحو ما سبق فى سورة البروج.
الطّغوى
والطغيان : مجاوزة الحد المعتاد ، انبعث : أي قام بعقر الناقة ، أشقاها : أي أشقى
ثمود وهو قدار بن سالف ، رسول الله : هو صالح عليه السلام ، ناقة الله ، أي احذروا
التعرض لناقة الله ، وسقياها : أي شربها الذي اختصها به فى يومها ، فعقروها : أي
فنحروها ، فدمدم : أي فأطبق عليهم العذاب ، يقال : دمدم عليه القبر : أي أطبقه
عليه ، فسواها : أي فسوى القبيلة فى العقوبة فلم يفلت منها أحد ، عقباها : أي
عاقبة الدمدمة وتبعتها.