responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 25  صفحه : 84

ولم يفعل ذلك بالمؤمنين فيوسع عليهم جميعا ، ليكون سبب اجتماعهم على الإيمان العقيدة المنبعثة عن الاطمئنان النفسي ، لأنه لو فعل ذلك لاجتمعوا عليه طلبا للدنيا ، وهذا إيمان المنافقين ، ومن ثم ضيّق الرزق على بعض المسلمين ووسع على بعض ليكون من يدخله ، فإنما يدخله للدليل والبرهان وابتغاء رضوان الله ومثوبته.

الإيضاح

(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ. إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) أي واذكر لقومك المكبّين على التقليد : كيف تبرأ إبراهيم من أبيه وقومه حين رآهم عاكفين على عبادة الأصنام؟ قال لهم إنى براء مما تعبدون إلا من عبادة الله الذي خلقنى وخلق الناس جميعا ، وأنه سيهدينى إلى سبيل الرشاد ، ويوفقنى إلى اتباع الحق ، وقد جزم بذلك لثقته بربه ، ولقوة يقينه.

(وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) أي وجعل كلمة التوحيد وهى (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) كلمة باقية فى ذريته يقتدى به فيها من هداه الله منهم ، لعل أهل مكة يرجعون عما هم عليه إلى دين أبيهم إبراهيم ، فإنهم إذا ذكروا أباهم الأعظم الذي بنى لهم البيت وأورثهم ذلك الفخر ، تبعوه فيما يدين به.

قال قتادة : لا يزال من عقبه من يعبد الله إلى يوم القيامة. وقال ابن العربي : إنما كانت لإبراهيم فى الأعقاب ، موصولة بالأحقاب ، بدعوتيه المجابتين : إحداهما قوله : «إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ» فقد قال إلا من ظلم منهم فلا عهد له. ثانيتهما قوله : «وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ».

(بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ) أي ولكنى متعت هؤلاء المشركين وآباءهم من قبل ، ومددت أعمارهم ، وأكثرت نعمهم ، فشغلتهم النعم

نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 25  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست