وحده لا شريك له ، وينهى عن عبادة سواه كما قال : «وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي
كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ،
فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ
فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ» وقال : «وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ
رُسُلِنا ، أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ؟».
ثم رد عليهم
مقالهم وبيّن جهلهم بقوله :
(ما لَهُمْ بِذلِكَ
مِنْ عِلْمٍ) أي ما لهم على ما قالوا ، دليل ولا برهان يستندون إليه فى
تأييد دعواهم.
ثم أكد هذا
الردّ بقوله :
(إِنْ هُمْ إِلَّا
يَخْرُصُونَ) أي ما هم إلا كاذبون فيما قالوا ، متمحلون تمحلا باطلا
، متقوّلون على الله ما لم يقله.
وبعد أن بين
بطلان قولهم بالعقل أتبعه ببطلانه بالنقل فقال :
(أَمْ آتَيْناهُمْ
كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ) أي بل أأعطيناهم كتابا من قبل هذا القرآن ينطق بصحة ما
يدّعون ، فهم بذلك الكتاب متمسكون ، وعليه معوّلون.
والخلاصة ـ إنه
لا كتاب لهم بذلك.
ولما بين أنه
لا حجة لهم على ذلك من عقل ولا نقل ـ ذكر أن الحامل لهم على ما جنحوا إليه إنما هو
التقليد فقال :
(بَلْ قالُوا إِنَّا
وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ) أي ليس لهم مستند على ما هم فيه من الشرك سوى تقليد
الآباء والأجداد ، وقد قالوا إنهم أرجح منا أحلاما وأصح أفهاما ، ونحن سائرون على
طريقتهم ، وسالكون نهجهم ، ولم نأت بشىء من عند أنفسنا ، ولم نغلط فى الأتباع
واقتفاء الآثار ، كما قال قيس بن الخطيم :