(سَتُكْتَبُ
شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ) أي ستكتب هذه الشهادة التي شهدوا بها فى الدنيا فى
ديوان أعمالهم ، ويسألون عنها يوم القيامة ليأتوا ببرهان على صحتها ، ولن يجدوا
لذلك سبيلا.
وفى هذا دليل
على أن القول بغير برهان منكر ، وأن التقليد لا يغنى من الحق شيئا.
ثم حكى عنهم
فنّا آخر من فنون كفرهم بالله جاءوا به للاستهزاء والسخرية فقال :
(وَقالُوا لَوْ شاءَ
الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ) أي وقالوا لو شاء الله لحال بيننا وبين عبادة الأصنام
التي هى على صورة الملائكة ، فإنه تعالى عالم بذلك وهو قد أقرّنا عليه.
وقد جمعوا فى
هذا أفانين من الكفر وضروبا من الترهات والأباطيل ، منها :
(١) إنهم جعلوا
لله ولدا تقدس سبحانه وتنزه عن ذلك.
(٢) دعواهم أنه
اصطفى البنات على البنين ، إذ جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا.
(٣) عبادتهم
لهم بلا دليل ولا برهان ولا إذن من الله ، بل بالرأى والهوى والتقليد للأسلاف.
(٤) احتجاجهم
بتقدير الله ذلك ، وقد جهلوا فى هذا جهلا كبيرا ، فإنه تعالى أنكر ذلك عليهم أشد
الإنكار ، وهو منذ أن بعث الرسل وأنزل الكتب يأمر بعبادته