والاختيار ، يدخل فيه المرء بمحض الرضا والتأمل فى الأدلة الموصّلة إلى
الهدى ، وبذلك يتم الفوز والسعادة فى الدارين ، وينفر منه من دنّس نفسه بإدران
الشرك ، وركب رأسه وأطاع هواه فكان من الخاسرين.
ولو شاء لجعل
الإيمان بالقسر والإلجاء فكان الناس جميعا أمة واحدة ، ولكن له الحجة البالغة ،
والمثل الأعلى ، لم يشأ ذلك ، فلا تأس على عدم إيمان قومك ، ولا تذهب نفسك عليهم
حسرات كما قال : «فَلَعَلَّكَ
باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً» وقد جاء هذا المعنى فى غير آية سلف كثير منها كقوله : «وَلَوْ شاءَ اللهُ
لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى» وقوله : «وَلَوْ
شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها».
الولي : الناصر
والمعين ، أنيب : أي أرجع ، فاطر السموات والأرض : أي مبدعهما لا على مثال سابق ،
من أنفسكم : أي من جنسكم ، يذرؤكم : أي يكثّركم يقال ذرأ الله