responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 25  صفحه : 17

المعنى الجملي

بعد أن أبان فيما سلف أنه هو الرقيب على عباده ، المحصى لأعمالهم ، وأنه عليه السلام نذير فحسب ، وليس عليه إلا البلاغ ـ ذكر هنا أنه أنزل كتابه بلغة العرب ليفهمه قومه من أهل مكة وما حولها كما قال : «وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ» وينذرهم بأن يوم القيامة آت لا شك فيه ، وأن الناس إذ ذاك فريقان : فريق يدخل الجنة بما قدم من صالح الأعمال ، وفريق يدخل النار بما دسّى به نفسه من سيىء الفعال ، ثم ذكر أن حكمته اقتضت أن يكون الإيمان بالتكليف اختيارا ولم يشأ أن يكون قسرا وجبرا ، ولو شاء أن يكون كذلك لفعل ، فمن أخبت لله وأناب وعمل صالحا أفلح وفاز بالسعادة ، ومن عاث فى الأرض فسادا ، واتجهت همته إلى ارتكاب الشرور والآثام خسر وباء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المهاد ، ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا.

الإيضاح

(وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها) أي ومثل ذلك الإيحاء البديع الواضح ، أوحينا إليك قرآنا عربيا بلسان قومك ، لاخفاء فيه عليك ولا عليهم ، ليفهموا ما فيه من حجج الله وذكره ولتنذر به أهل مكة وما حولها من البلاد ، كما أرسلنا كل رسول بلسان قومه.

وقصارى ذلك ـ إنا كما أوحينا إليك أنك لست بالحفيظ عليهم ولا بالوكيل ، أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أهل مكة وما حولها.

وخص هؤلاء بالذكر ، لأنهم أول من أنذروا ، ولأنهم أقرب الناس إليه ، فلا دليل فيها على أنه أرسل إليهم خاصة ، كيف وقد جاء فى آية أخرى «وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ».

نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 25  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست