(وَيَكُونَ الدِّينُ
لِلَّهِ) أي ويكون دين كل شخص خالصا لله لا أثر لخشية غيره فيه ،
فلا يفتن بصده عنه ولا يؤذى فيه ، ولا يحتاج فيه إلى مداهنة ومحاباة ، أو استخفاء
ومداراة.
وقد كان
المسلمون في ابتداء الإسلام مغلوبين على أمرهم ، والمشركون في ضلالتهم هم أصحاب
الحول ، وكانت مكة قرارة الشرك ، والكعبة مستودع الأصنام ، فأبى الله إلا أن يتمّ
نوره ، فمكّن للمؤمنين في الأرض ، ففتحوا مكة وحطّموا تلك الأصنام ، وكسروا اللات
والعزّى «وتمّت كلمة ربّك صدقا وعدلا لا مبدّل لكلماته».
(فَإِنِ انْتَهَوْا
فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ) أي فإن انتهوا عما كانوا عليه وأسلموا ، فلا تعتدوا
عليهم ، لأن العقوبة والعدوان إنما تكون على الظالمين تأديبا لهم ، ليرجعوا عن
ظلمهم وغيهم.
الحرمات :
واحدها حرمة وهى ما يجب احترامه والمحافظة عليه ، والقصاص : المقاصة والمقابلة
بالمثل ، وإلقاء الشيء : طرحه حيث تراه ثم استعمل في كل ما يطرح ويلقى مطلقا ،
سبيل الله : هى طريق الخير والبرّ المؤدى إلى إعزاز دينه كجهاد الأعداء وصلة
الأرحام ، والتهلكة : الهلاك والمراد به هنا الإمساك عن النفقة في الاستعداد للقتال
وترك الجهاد.