المثل : الوصف
العظيم والحال التي لها شأن بحيث يضرب بها المثل ، والبأساء : الشدة تصيب الإنسان
في غير نفسه وبدنه ، كأخذ المال ، والإخراج من الديار ، وتهديد الأمن ، ومقاومة
الدعوة ، والضرّاء ما يصيب الإنسان في نفسه كالجرح والقتل والمرض ، والزلزال : الاضطراب
في الأمر يتكرر حتى يكاد يزل صاحبه كما قال تعالى في المؤمنين يوم الأحزاب : «وزلزلوا
زلزالا شديدا».
المعنى
الجملي
بعد أن أمر
الله تعالى بالوفاق والسلام ، وأرشد إلى حاجة البشر إلى معونة بعضهم بعضا لكثرة
المطالب وتعدد الرغبات ، وذلك مما يدعو إلى التنازع والتعادي ، فدعا ذلك إلى وضع
نظام جامع وشرع يحدّد الحقوق ويهدى العقول إلى ما لا مجال للنزاع فيه ، لما فيه من
البينات الدالة على أنه من عند الله ، ثم ذكر إحسان الله إلى عباده ، إذ بعث فيهم
الأنبياء وأنزل عليهم الكتاب ليحكم فيما اختلفوا فيه ، ثم ذكر اختلاف الذين أوتوا
الكتاب في كتابهم ، واتخاذهم آلة الوفاق طريقا للخلاف ، وبعدئذ بيّن أن الله هدى
أهل الإيمان الصحيح لما وقع فيه الاختلاف من الحق بالرجوع إلى الكتاب وتحكيمه في
كل خلاف ، ثم أشار إلى أن الذين يحاولون الخروج من الخلاف يكونون