(١) (فَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَكُونَ
مِنَ الْمُعَذَّبِينَ) أي أخلص العبادة لله وحده ، ولا تشرك به سواه ، فإن من
أشرك به فقد عصاه ، ومن عصاه فقد استحق عقابه.
وفى هذا حث
لرسوله على ازدياد الإخلاص ، وبيان أن الإشراك قبيح بحيث ينهى عنه من لا يمكن
صدوره منه ، فيكون الوعيد لغيره أزجر ، وله أقبل.
وبعد أن بدأ
بالرسول وتوعده إن دعا مع الله إلها آخر أمره بدعوة الأقرب فالأقرب ، لأنه إذا
تشدد على نفسه أولا ، ثم ثنى بالأقرب فالأقرب كان قوله لسواهم أنفع ، وتأثيره أنجع
فقال :
(٢) (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) أي وخوّف الأقربين من عشيرتك بأس الله ، وشديد عقابه
لمن كفر به وأشرك به سواه.
وهذه النذارة
الخاصة جزء من النذارة العامة التي بعث بها صلى الله عليه وسلم كما قال : «لِتُنْذِرَ أُمَّ
الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها» وقال : «لِتُبَشِّرَ
بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا».
روى البخاري
ومسلم وغيرهما عن أبى هريرة قال : «لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى الله
عليه وسلم قريشا وعم وخص ، فقال : «يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار فإنى لا
أملك لكم ضرا ولا نفعا ، يا معشر بنى كعب بن لؤى أنقذوا أنفسكم من النار ، فإنى لا
أملك لكم ضرا ولا نفعا ، يا معشر بنى قصىّ أنقذوا أنفسكم من النار ، فإنى لا أملك
لكم ضرا ولا نفعا ، يا معشر بنى عبد مناف ، أنفذوا أنفسكم من النار ، فإنى لا أملك
لكم ضرا ولا نفعا ، يا معشر بنى عبد المطلب ، أنقذوا أنفسكم من النار ، فإنى لا
أملك لكم ضرا ولا نفعا ، يا فاطمة بنت محمد أنقذى نفسك من النار ،