بعد أن بالغ
سبحانه فى تسلية رسوله صلى الله عليه وسلم وأقام الحجة على نبوته ، ثم أورد سؤال
المنكرين وأجاب عنه ـ أردف ذلك أمره بعبادته وحده وإنذار العشيرة الأقربين ومعاملة
المؤمنين بالرفق ، ثم ختم هذه الأوامر بالتوكل عليه تعالى وحده ، فإنه هو العليم
بكل شئونه وأحواله.
روى البخاري
ومسلم عن ابن عباس رضى الله عنه قال : لما أنزل الله : «وَأَنْذِرْ
عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» أنى النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه ثم نادى يا صباحاه ،
فاجتمع الناس إليه ، بين رجل يجىء إليه ورجل يبعث رسوله ، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : «يا بنى عبد المطلب ، يا بنى فهر ، يا بنى لؤى ، أرأيتم لو أخبرتكم أن
خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتمونى؟ قالوا نعم ، قال : فإنى نذير
لكم بين يدى عذاب شديد ، فقال أبو لهب : تبّا لك سائر اليوم ، أما دعوتنا إلا لهذا؟»
وأنزل الله تعالى : «تَبَّتْ
يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ».