نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 9 صفحه : 34
(فَأَنَّى لَهُمْ إِذا
جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ) يعني فمن أين لهم التذكّر والاتعاظ والتوبة إذا جاءتهم
السّاعة ، نظيره قوله تعالى : (وَأَنَّى لَهُمُ
التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ)[١].
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا
إِلهَ إِلَّا اللهُ) قال بعضهم : الخطاب للنبيّ صلىاللهعليهوسلم والمراد به غيره وأخواتها كثيرة ، وقيل : فاثبت عليه ،
وقال الحسين بن الفضل : فازدد علما على علمك ، وقال عبد العزيز ابن يحيى الكناني :
هو أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم كان يضجر ، ويضيق صدره من طعن الكافرين ، والمنافقين
فيه ، فأنزل الله هذه الآية ، يعني فاعلم إنّه لا كاشف يكشف ما بك إلّا الله ، فلا
تعلق قلبك على أحد سواه.
وقال أبو
العالية وابن عيينة : هذا متصل بما قبله ، معناه فاعلم إنّه لا ملجأ ، ولا مفزع
عند قيام السّاعة ، إلّا الله. سمعت أبا القاسم بن حبيب يقول : سمعت أبا بكر بن
عدش يقول : معناه فاعلم إنّه لا قاضي في ذلك اليوم إلّا الله ، نظيره (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)[٢].
(وَاسْتَغْفِرْ
لِذَنْبِكَ)ليتسنّ أمّتك بسنّتك ، وقيل : (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) من التقصير الواقع لك في معرفة الله.
(وَلِلْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِناتِ)
أخبرني عقيل بن محمّد
أنّ أبا الفرج القاضي أخبرهم ، عن محمّد بن جرير ، حدّثنا أبو كريب ، حدّثنا عثمان
بن سعيد ، حدّثنا إبراهيم بن سليمان ، عن عاصم الأحول ، عن عبد الله بن سرخس ، قال
: دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقلت : غفر الله لك يا رسول الله ، فقال رجل من القوم
: استغفر لك يا رسول الله؟! قال : «نعم ولك» [١٩]. ثمّ قرأ (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِناتِ).
أخبرنا ابن
منجويه الدينوري ، حدّثنا أحمد بن علي بن عمر بن حبش الرازي ، حدّثنا أبو بكر
محمّد بن عيّاش العتبي ، حدّثنا أبو عثمان سعيد بن عنبسة الحراز ، حدّثنا عبد
الرّحمن بن محمّد ، عن بكر بن حنيس ، عن محمّد بن يحيى ، عن يحيى بن وردان ، عن
أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من لم يكن عنده مال يتصدّق به ، فليستغفر للمؤمنين
والمؤمنات ، فإنّها صدقة» [٢٠] [٣].
(وَاللهُ يَعْلَمُ
مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْواكُمْ) قال عكرمة : يعني منقلبكم من أصلاب الآباء إلى أرحام
الأمّهات ، (وَمَثْواكُمْ) : مقامكم في الأرض. ابن كيسان : (مُتَقَلَّبَكُمْ) من ظهر إلى بطن ، (وَمَثْواكُمْ) : مقامكم في القبور. ابن عبّاس والضحّاك : منصرفكم
ومنتشركم في أعمالكم في الدّنيا ،