responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 9  صفحه : 33

نهر دجلة نهر ماء الجنّة ، ونهر الفرات نهر لبنهم ، ونهر مصر نهر خمرهم ، ونهر سيحان نهر عسلهم ، وهذه الأنهار الأربعة تخرج من نهر الكوثر.

(وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ) يعني المتّقين الّذين هم أهل الجنّة ، (كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ) ، فاستغنى بدلالة للكلام عليه ، وقال ابن كيسان : مثل الجنّة التي فيها هذه الأنهار ، والثمار ، كمثل النّار التي فيها الحميم ، ومثل أهل الجنّة في النعيم المقيم ، كمثل أهل النّار في العذاب الأليم.

(وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ) إذا أدني منهم شوى وجوههم ، ووقعت فروة رؤوسهم ، فإذا شربوه قطّع (أَمْعاءَهُمْ وَمِنْهُمْ) يعني ومن هؤلاء الكفّار (مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) وهم المنافقون يستمعون قولك ، فلا يعونه ، ولا يفهمونه تهاونا منهم بذلك ، وتغافلا (حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) من الصحابة (ما ذا قالَ آنِفاً) (الآن) وأصله الابتداء.

قال مقاتل : وذلك أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخطب ويحث المنافقين ، فسمع المنافقون قوله ، فلمّا خرجوا من المسجد سألوا عبد الله بن مسعود عمّا قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم استهزاء وتهاونا منهم بقوله.

قال ابن عبّاس في قوله : (قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) : أنا منهم وقد سئلت فيمن سئل. قال قتادة : هؤلاء المنافقون ، دخل رجلان : رجل عقل عن الله تعالى وانتفع بما سمع ، ورجل لم يعقل عن الله ، فلم ينتفع بما سمع ، وكان يقال : النّاس ثلاثة : سامع عاقل ، وسامع عامل ، وسامع غافل تارك.

(أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) فلم يؤمنوا. (وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا) يعني المؤمنين. (زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ) وقرأ ابن مسعود والأعمش وأنطاهم! وأعطاهم (تَقْواهُمْ) ألهمهم ذلك ، ووفّقهم ، وقال سعيد بن جبير : (وَآتاهُمْ) ثواب (تَقْواهُمْ).

(فَهَلْ يَنْظُرُونَ) ينتظرون. (إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها) أماراتها وعلاماتها ، وبعث [النبي] صلى‌الله‌عليه‌وسلم منها وقيل : أدلّتها وحجج كونها ، واحدها شرط ، وأصل الأشراط الإعلام ، ومنه الشرط ، لأنّهم جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها ، ومنه الشرط في البيع وغيره.

ويقال : أشرط نفسه في عمل كذا ، وأعلمها وجعلا له. قال أوس بن حجر يصف رجلا وقد تدلّى بحبل من رأس جبل إلى نبعة ليقطعها ويتخذ منها قوسا :

فأشرط فيها نفسه وهو معصم

وألقى بأسباب له وتوكلا [١]


[١] غريب الحديث : ١ / ٤١.

نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 9  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست