responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 4  صفحه : 133

وقال أهل المعاني : جعل هاهنا صلة والعرب تريد جعل في الكلام.

وقال أبو عبيدة : وقد جعلت أرى الإثنين أربعة والواحد إثنين لمّا هدّني الكبر [١] مجاز الآية : الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض والظلمات والنور ، وقيل : معناه خلق السماوات والأرض وقد جعل الظلمات والنور لأنه خلق الظلمة والنور قبل خلق السماوات والأرض.

وقال قتادة : خلق الله السماوات قبل الأرض والظلمة قبل النور والجنة قبل النار.

وقال وهب : أول ما خلق الله مكانا مظلما ثم خلق جوهرة فصارت ذلك المكان ، ثم نظر إلى الجوهرة نظر الهيئة فصارت دما فارتفع بخارها وزبدها ، فخلق من البخار السماوات ومن الزبد الأرضين.

وروى عبد الله بن عمرو عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «إن الله عزوجل خلق خلقه في ظلمة ثم ألقى عليهم من نوره فمن أصابه يومئذ من ذلك النور اهتدى ومن أخطأه ضلّ» [٢] [١٢٨] (ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ).

قال قطرب : هو مختصر يعني (الَّذِينَ كَفَرُوا) بعد هذا البيان (بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) الأوثان أي يشركون وأصله من مساواة الشيء بالشيء يقال : عدلت هذا بهذا إذا ساويته به.

وقال النضر بن شميل : الباء في قوله : (بِرَبِّهِمْ) بمعنى عن ، وقوله : (يَعْدِلُونَ) من العدول. أي يكون ويعرفون.

وأنشد :

وسائلة بثعلبة بن سير

وقد علقت بثعلبة العلوق [٣]

وأنشد :

شرين بماء البحر ثم ترفعت

متى لجج خضر لهن نئيج [٤]

أي من البحر قال الله تعالى : (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ) أي منها.

محمد بن المعافى عن أبي صالح عن ابن عباس قال : فتح أول الخلق بالحمد لله ، فقال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) وختم بالحمد ، فقال : (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).


[١] راجع تفسير القرطبي : ١ / ٢٢٨.

[٢] فتح الباري : ١١ / ٤٣٠.

[٣] مراده بقوله : بن سير : بن سيار ، والبيت للمفضل البكري انظر الصحاح : ٢ / ٦٩٢.

[٤] تفسير الطبري : ٢٩ / ٢٥٨.

نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 4  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست