نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 75
أوتى بها من هذه الأرض وليست مثل هذه. قال : هي من أرض أخرى ، فاختلط على
الملك فشدد عليه. قال : أنا أخبرك ، عندي غلام لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه إيّاه.
وإنّه دعا الله تعالى [فجعل الماء خمرا] وكان للملك ابن يريد أن يستخلفه فمات قبل
ذلك بأيّام. وكان أحبّ الخلق إليه. فقال : إنّ رجلا دعا الله حتى جعل الماء خمرا
ليستجابنّ له حتى يحيي ابني ، فدعا عيسى فكلّمه في ذلك. فقال عيسى : لا تفعل ،
فإنه إن عاش كان شرا ، فقال الملك : لا أبالي ، أليس أراه ، فلا أبالي ما كان.
فقال عيسى :
فإن أحييته تتركوني وأمّي نذهب حيث نشاء. قال : نعم. فدعا الله فعاش الغلام. فلمّا
رآه أهل مملكته قد عاش بادروا بالسلاح وقالوا : أكلنا هذا حتى إذا دنا موته يريد
أن يستخلف علينا ابنه. فيأكلنا كما أكلنا أبوه فاقتتلوا.
وذهب عيسى
وأمّه فمرّا بالحواريين وهم يصطادون السمك. فقال عيسى : ما تصنعون؟ قالوا : نصطاد
السمك. قال : أفلا [تمشون] حتى نصطاد النّاس؟ قالوا : كيف ذلك. (قالَ : مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ)؟ قالوا : ومن أنت؟ قال : أنا عيسى بن مريم عبد الله
ورسوله. فآمنوا به وانطلقوا معه. فهم الحواريون وذلك قوله (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ
قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ)[١].
قال السدي وابن
جريج والكسائي : مع الله ، تقول العرب : الذّود إلى الذّود إبل.