نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 7
قال : فهل يعلم
عيسى من ذلك إلّا ما علّم؟
قالوا : لا.
قال : فإنّ
ربّنا صوّر عيسى في الرحم كيف شاء وربّنا لا يأكل ولا يشرب ولا يحدث؟ قالوا : بلى
قال : ألستم تعلمون إنّ عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ، ثم وضعته كما تضع المرأة
حملها ، ثم غذي كما يغذى الصبي ، وكان يطعم ويشرب ويحدث ، قالوا : بلى. قال : فكيف
يكون هذا كما زعمتم؟ فسكتوا.
فأنزل الله
تعالى فيهم صدر سورة آل عمران الى بضع وثمانين آية منها.
فقال عزّ من
قائل : (الم)
قرأ ابن جعفر بن زبير
القعقاع المدني ا ل م مفصولا ، ومثلها جميع حروف التهجّي المفتح بها السور.
وقرأ ابن جعفر
الرواسي والأعشى والهرحمي : (الم اللهُ) مقطوعا والباقون موصولا مفتوح الميم. فمن فتح الميم
ووصل فله وجهان :
قال البصريون :
لالتقاء الساكنين حركت إلى أخف الحركات.
وقال الكوفيون
: كانت ساكنة ؛ لأن حروف الهجاء مبنية على الوقف فلمّا تلقاها ألف الوصل وأدرجت
الألف فقلبت حركتها وهي الفتحة الى الميم.
ومن قطع فله
وجهان :
أحدهما : نية
الوقف ثم قطع الهمزة للابتداء ، كقول الشاعر :
ومن فصل وقطع
فللتفخيم والتعظيم تعالى (اللهُ) ابتداء وما بعده خبر ، (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ
الْحَيُّ الْقَيُّومُ) نعت له ، (نَزَّلَ عَلَيْكَ
الْكِتابَ) قرأ إبراهيم بن أبي عبلة : نَزَلَ بتخفيف (الزاي) ،
الْكِتابُ : برفع الباء ، وقرأ الباقون : بتشديد الزاي ونصب الباء على التكثير ؛
لأنّ القرآن كان ينزل نجوما شيئا بعد شيء والتنزيل يكون مرّة بعد مرّة ، وقال : (وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ) ؛ لأنهما نزلتا