نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 49
وقال يحيى
البكاء : قلت لسعيد بن جبير في أيام الحجّاج : إنّ الحسن كان يقول لكم : التقيّة
باللسان والقلب (مُطْمَئِنٌّ
بِالْإِيمانِ). قال سعيد : ليس في الإسلام تقيّة إنّما التقيّة في أهل
الحرب.
(وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ
نَفْسَهُ) : أي يخوّفكم الله على موالاة الكفار وارتكاب المنهي
ومخالفة المأمور من نفسه.
قال المفسرون :
من عذاب نفسه وعقوبته وبطشه.
وقال أهل
المعاني : معناه ويحذّركم الله إيّاه ؛ لأن الشيء والنفس والذات والإسم عبارة عن
الوجود ، ونفس الشيء هو الشيء بعينه كقوله : (أَنِ اقْتُلُوا
أَنْفُسَكُمْ)[١] : أي ليقتل بعضكم بعضا.
(وَإِلَى اللهِ
الْمَصِيرُ) ، (قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما
فِي صُدُورِكُمْ) : قلوبكم من مودة الكفّار. (أَوْ تُبْدُوهُ) : من موالاتهم قولا وفعلا ، (يَعْلَمْهُ اللهُ) : وقال الكلبي : أي ستروا ما في قلوبكم لرسول الله من
التكذيب ، ويظهرون بحربه. وقال : (يَعْلَمْهُ اللهُ) ويحفظ عليكم حتى يحاربكم به ويعاقبكم عليه ، ثم قال : (وَيَعْلَمُ) : رفع على الاستئناف كقولهم : (قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ
وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ
وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللهُ عَلى مَنْ يَشاءُ)[٣] بالرفع.
وقوله : (فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ
وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ)[٤] ، ثم قال : (وَيُحِقُّ الْحَقَ) : وكيف يخفى عليه موالاتكم الكافرين وميلكم إليهم ،
مودّة بالقلب : أي معونة بالقلب والفعل.
(وَاللهُ عَلى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ) ، (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ
نَفْسٍ) : نصب يوما ، نزع حرف الصفة أي في يوم. وقيل : نصب
بإضمار فعل ، أي : اذكروا واتقوا (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ
نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً) : موفرا لم يبخس منه شيء. قراءة العامة بنصب الضاد على
المفعول قد صدّهم قوله :