نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 48
ولم يقل حفرا
قال الله تعالى : (وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ
مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً)[١]. وقال : (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ
تَبْتِيلاً)[٢].
وأما معنى
الآية فقال المفسرون : نهى الله عزوجل المؤمنين عن ملاطفة الكافرين وموالاتهم ومداهنتهم
ومبايعتهم إلّا أن يكون الكفّار ظاهرين غالبين ، أو يكون المؤمن في قوم كفّار ليس
فيهم غيره ، ويخافهم ويداريهم باللسان وقلبه مطمئن بالإيمان دفعا عن نفسه من غير
أن يسفك دما حراما ، أو مالا حراما ، أو يظهر الكافرين على عورة المؤمنين ،
فالمتّقي لا يكون إلّا مع خوف القتل وسلامة النية كفعل عمار بن ياسر.
عبد الرحمن بن
حرملة عن ابن المسيب ، قال : ورد رجل على النبي صلىاللهعليهوسلم بالمدينة فقال : ما أراني إلّا قد هلكت ، قال : مالك؟
قال : قد عذّبني قريش. فقلت : ما قالوا؟ قال : كيف كان قلبك؟ قال : مطمئن ، قال :
فإن عادوا لك فعد لهم مثل ذلك ، قالها ثلاث مرات.
المسيب بن
عبيدة عن إبراهيم ، قال : قال ابن مسعود : خالطوا النّاس ونائلوهم وصافحوهم بما
يشتهون ، ودينكم لا يكون به ريبة.
وقال صعصعة بن
صوحان لأسامة بن زيد [٣] : أنا كنت أحبّ إلى أبيك منك ، وأنت أحبّ إليّ من أبي [٤] ولذا أوصيك
بخصلتين : خالص المؤمن وخالق [٥] الكافر ؛ فإنّ الكافر يرضى منك بالخلق الحسن ، ويحق
عليك أن تخالص المؤمن [٦].
وروي عن جعفر
بن محمد الصادق أنّه قال : التقية واجبة ، وإني لأسمع الرجل في المسجد يشتمني
فأستر بالسارية منه لئلا يراني. وقال : الرياء مع المؤمن شرك ومع المنافق في داره
عبادة.
وأنكر قوم
التقيّة اليوم :
فقال معاذ بن
جبل عن مجاهد : كانت التقيّة في جدة الإسلام قبل استحكام الدين وقوة المسلمين ،
فأمّا اليوم فقد أعزّ الله عزوجل الإسلام ، فليس ينبغي لأهل الإسلام أن يتّقوا من عدوهم.