نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 309
فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ، فيخرجون وأجسادهم [١] مثل اللؤلؤ في
أعناقهم الخاتم : (عتقاء الله عزوجل) ، فيقال لهم : ادخلوا الجنة فما تمنيتم أو رأيتم من
شيء فهو لكم عندي أفضل من هذا».
قال : «فيقولون
: ربّنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين!». قال : «فيقول : ان لكم عندي أفضل
من هذا ، فيقولون : ربّنا وما أفضل من ذلك؟» قال : «فيقول : رضائي عنكم فلا أسخط
عليكم أبدا» [٢].
وقال آخرون :
هذا في الخبر عن ابن [...] [٣] عن عبد الله بن مسعود قال : إذا كان يوم القيامة جمع
الله الأوّلين والآخرين ، ثم نادى مناد من عند الله : ألا من كان يطلب مظلمة إلى
أخيه فليأخذ. قال : فيفرح والله المرء أن يكون له الحق على والده وولده أو زوجته
أو أخيه ، فيأخذ منه ، وإن كان صغيرا ، ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى : (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ
بَيْنَهُمْ... وَلا يَتَساءَلُونَ)[٤] ، فيؤتى بالعبد وينادي مناد على رؤوس الأشهاد : الأولين
والآخرين ، هذا فلان بن فلان من كان له عليه حق ، فليأت إلى جنبه ثمّ يقال له : آت
هؤلاء حقوقهم. فيقول : من أين وقد ذهبت الدنيا؟ فيقول الله تعالى لملائكته :
انظروا في أعماله الصالحة فأعطوهم منها ، فإن بقي مثقال ذرّة من حسنة ، قالت
لملائكة : ربّنا أنت أعلم بذلك منهم ، أعطينا كلّ ذي حق حقه وبقي له مثقال ذرّة من
حسنة ، فيقول للملائكة : ضاعفوها لعبدي وأدخلوه بفضل منّي الجنّة ، ومصداق ذلك في
كتاب الله (إِنَّ اللهَ لا
يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ
لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً).
وإن كان العبد
شقيّا ، فتقول الملائكة : إلهنا فنيت حسناته وبقيت سيئاته ، وبقي طالبون كثير ،
فيقول عزوجل : خذوا من سيئاتهم فأضيفوها إلى سيئاته ثم صكّوا له صكا
إلى النار.
فمعنى الآية
على هذا التأويل : (لا يَظْلِمُ ،
مِثْقالَ ذَرَّةٍ) للخصم على الخصم ، بل يثيبه عليها ويضاعفها له ، وذلك
قوله (وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً
يُضاعِفْها) قراءة العامة (حَسَنَةً) بالنصب على معنى : وإن يكن زنة الذرّة. وقرأها أهل
الحجاز رفعا ، بمعنى أن يقع أو يوجد حسنة ، وقال المبرّد : معناه (وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً) باقية يضاعفها.
وقرأ الحسن : (نضاعفها)
ـ بالنون ـ الباقون : بالياء ، وهو الصحيح ؛ لقوله : (وَيُؤْتِ مِنْ
لَدُنْهُ) وقرأ أبو رجاء وأهل المدينة يضعّفها. الباقون : يضعفها
وهما لغتان معناهما التكثير. وقال