نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 300
وقال ابن عباس
: (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ
مِمَّا اكْتَسَبُوا) من الميراث ، وللنساء نصيب منه (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) ، والاكتساب على هذا القول بمعنى الإصابة والأحراز ،
فنهى الله تعالى عن التمني على هذا الوجه لما فيه من دواعي الحسد.
قال الضحاك :
لا يحل لمسلم أن يتمنى مال أحد ، ألم يسمع الذين قالوا : (يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ)[١] إلى أن قال (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ
تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ)[٢] حين خسف بداره وأمواله يقولون : (لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ
بِنا)[٣].
وقال الكلبي :
لا يتمنى الرجل مال أخيه ولا امرأته ولا خادمه ولا دابته ، ولكن ليقل : اللهم
ارزقني مثله ، وهو كذلك في التوراة ، وذلك قوله في القرآن : (وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ)[٤].
قرأ ابن كثير
وخلف والكسائي : (وسلوا الله) وسل وفسل بغير همزة فنقل حركة الهمزة إلى السين.
الباقون :
بالهمزة.
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «سلوا الله من فضله فإنه يحبّ أن يسأل وأن من أفضل
العبادة انتظار الفرج» [٥].
أبو صالح عن
أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من لم يسأل الله عزوجل من فضله غضب عليه» [٦] [٣٠٢].
هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة أنها قالت : سلوا ربّكم حتى الشبع من لم ييسّره الله لم يتيسّر.
وقال سفيان بن
عيينة : لم يأمر بالمسألة إلّا ليعطي.
(وَلِكُلٍّ جَعَلْنا
مَوالِيَ) أي ولكل واحد من الرجال والنساء موالي ، أي عصبة يرثونه
(مِمَّا تَرَكَ
الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ) من ميراثهم له ، والوالدون والأقربون على هذا التأويل
هم الموروثون ، وقيل : معناه ولكل جعلنا موالي ، أي قرابة من الذين تركهم ، ثم
فسّر الموالي فقال : (الْوالِدانِ
وَالْأَقْرَبُونَ) أي هم الوالدان والأقربون خبر مبتدأ محذوف فالمعنى : من
تركة الوالدان والأقربون ، وعلى هذا القول هم الوارثون (وَالَّذِينَ عَقَدَتْ) في محل الرفع بالابتداء ، والمعاقدة هي المعاهدة بين
اثنين.