نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 242
وقرأ النخعي
ويحيى بن وثاب وطلحة بن مصرف وقتادة والأعمش وحمزة : بالخفض على معنى وبالأرحام ، كما
يقال : سألتك بالله والرحمن ، ونشدتك بالله والرحمن ، والقراءة الأولى أصح وأفصح ،
لأن العرب لا يكلأ بنسق بظاهر على المعنى ، إلّا أن يعيدوا الخافض فيقولون : مررت
به وبزيد ، أو ينصبون.
وقرأ عبد الله
بن يزيد المقبري : (والأرحامُ) رفعا على الابتداء ، كأنه نوى تمام الكلام عند قوله
(تَسائَلُونَ بِهِ) ثم ابتدأ كما يقال : زيد ينبغي أن يكرم ، ويحتمل أن
يكون إغراء ، لأن العرب من يرفع المغري.
(إِنَّ
اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) أي حافظا ، قيل : بمعنى فاعل (وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ) الآية.
قال مقاتل
والكلبي : نزلت في رجل من غطفان كان معه مال كثير لابن أخ له يتيم ، فلما بلغ
اليتيم طلب المال ، فمنعه عمه فترافع إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فنزلت هذه الآية ، فلما سمعها العم قال : أطعنا الله وأطعنا الرسول ، نعوذ
بالله من الحوب الكبير فدفع إليه ماله.
قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «(مَنْ يُوقَ شُحَّ
نَفْسِهِ) ويطع ربّه هكذا فإنه يحل داره» يعني جنته ، فلما قبض
الفتى ماله أنفقه في سبيل الله ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ثبت الأجر وبقي الوزر» [٢٢٦].