نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 216
ومن قرأ بالتاء
، قال الفراء : هو على التكرير في المعنى ، ولا تحسبن يا محمد الذين كفروا ولا
تحسبن إنما نملي ، لأنك إذا أعلمت الحسبان في الذين لم يجز أن يقع على إنما ، وهو
كقوله : (فَهَلْ يَنْظُرُونَ
إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً)[١] يعني هل ينظرون إلّا أن تأتيهم بغتة ، وقيل : موضع إنما
نصب على البدل من الذين.
فرفع (هلك) على
البدل ، من الأول ، والإملاء الإمهال والتأخير والإطالة في العمر والإنسان في
الأجل ، ومنه قوله تعالى : (وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا)[٣] أي حينا طويلا ويقال : عشت طويلا ، أي تمليت حينا ،
وأصله من الملاوة والملا وهما الدهر.
ثم قال (أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ) نمهلهم (لِيَزْدادُوا إِثْماً
وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) نزلت هذه الآية في مشركي قريش.
قال مقاتل :
قال عطاء : في قريظة والنضير.
وعن عبد الرحمن
بن أبي بكر عن أبيه أن رجلا قال : يا رسول الله أي الناس خير؟ قال : «من طال عمره
وحسن عمله» ، قال : فأي الناس شر؟ قال : «من طال عمره وساء عمله» [٦] [١٩٨].
وقال ابن مسعود
: ما من نفس برّة ولا فاجرة إلّا والموت لها ، فأما الفاجرة فمستريح ومستراح منه ،
وقرأ (وَلا يَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ) الآية ، وأما البرّة فقرأ (نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللهِ
وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ).