responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 3  صفحه : 197

ومن قرأ بضم الياء فله وجهان :

أحدهما : أن يكون من الغلول ، أي ما كان النبي أن يغل ، أي أن يخان ، يعني أن تخونه أمّته.

والوجه الآخر : أن يكون من الإغلال ، معناه ما كان لنبي أن يخون أو ينسب إلى الخيانة أو يوجد خائنا أو يدخل في جملة الخائنين ، فيكون أغل وغلل بمعنى واحد ، كقوله : (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ) [١] وقوله : (فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) [٢].

وقال المبرد : تقول العرب : أكفرت الرجل بمعنى جعلته كافرا ونسبته إلى الكفر وحملته عليه ووجدته كافرا ولحقته بالكافرين.

(وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ) ، قال الكلبي : يمثل له ذلك الشيء في النار ثم يقال له : انزل فخذه ، فينزل فيحمله على ظهره ، فإذا بلغ موضعه وقع في النار ثم كلفه أن ينزل إليه فيخرجه فيفعل ذلك.

وروى أبو زرعة عن أبي هريرة قال : قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما خطيبا فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره وقال : «لا ألقينّ أحدكم يجيء على رقبته يوم القيامة بعير له رغاء يقول : يا رسول الله أغثني؟ فأقول : لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك ، ولا ألقينّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء يقول : يا رسول الله أغنني؟ فأقول : لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك ، ولا ألقينّ أحدكم بصامت يقول : يا رسول الله اغنني؟ فأقول : لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك ، ولا ألقينّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة [٣] يقول : يا رسول الله أغنني؟ فأقول : لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك ، ولا ألقينّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخنق يقول : يا رسول الله أغنني؟ فأقول : لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك» [٤] [١٧٦].

وحدث سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمرو قال : كان على ثقل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجل يقال له كركرة فمات ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هو في النار» فوجدوا عليه عباءة قد غلّها [٥].

وحدث الزهري عن عروة عن أبي حميد الساعدي قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلا من الأزد يقال له أبو اللبيبة [٦] على الصدقة ، فجاء فقال : هذا لكم وهذا أهدي له ، فقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم


[١] سورة الأنعام : ٣٣.

[٢] سورة الطارق : ١٧.

[٣] الحمحمة : صوت الفرس دون الصهيل.

[٤] صحيح البخاري : ٤ / ٣٧ ، تفسير الطبري : ٤ / ٢١١ ، ومصنف ابن أبي شيبة : ٧ / ٧١١.

[٥] تاريخ دمشق : ٤ / ٢٧٩.

[٦] في تفسير الطبري : ٤ / ٢١٢ (ابن التبية) ، وفي السنن الكبرى : ٤ / ١٥٨ (أبو اللبتية)

نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 3  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست