نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 194
وقيل لبهلول
المجنون : متى يكون العبد متوكلا؟ قال : إذا كان النفس غريبا بين الخلق ، والقلب
قريبا إلى الحق.
وعن محمد بن
عمران قال : قيل لحاتم الأصم : على ما بنيت أمرك هذا من التوكل؟ قال : أربع خلال :
علمت أن رزقي ليس يأكله غيري فلست أشغل به ، وعلمت أن عملي لا يعمله غيري فأنا
مشغول به ، وعلمت أن الموت يأتيني بغتة فأنا أبادره ، وعلمت أني بعين الله في كل
حال فأنا مستحي منه.
وعن أبي موسى [الوبيلي]
[١] قال : سألت عبد الرحمن بن يحيى عن التوكل فقال لي : لو أدخلت يدك في فم
التنين حتى تبلغ الرسغ ، لم تخف مع الله شيئا.
قال أبو موسى :
[ذهبت] إلى أبي يزيد البسطامي : أسأله عن التوكل ، فدخلت بسطام ودفعت عليه الباب
فقال لي : يا أبا موسى ما كان لك في جواب عبد الرحمن من القناعة حتى تجيء وتسألني؟
فقلت : افتح الباب ، فقال : لو زرتني لفتحت لك الباب ، [وإذا] جاء الجواب من الباب
فانصرف : لو أن الحيّة المطوقة بالعرش همّت بك لم تخف مع الله شيئا.
قال أبو موسى :
فانصرفت حتى جئت إلى دبيل [٢] فأقمت بها سنة ، ثم اعتقدت الزيارة فخرجت إلى أبي يزيد
فقال : زرتني مرحبا بالزائرين [لا] أخرجك ، قال : فأقمت عنده شهرا لا يقع لي شيء
إلّا أخبرني قبل أن أسأله فقلت له : يا أبا يزيد أخرج وأريد فائدة منك أخرج بها من
عندك.
قال لي : اعلم
أن فائدة المخلوقين ليست بفائدة ، حدثتني أمّي أنها كانت حاملة بي وكانت إذا قدمت
لها القصعة من حلال امتدت يدها وأكلت ، وإذا قدمت من حرام جفت فلم تأكل ، اجعلها
فائدة وانصرف. فجعلتها فائدة وانصرفت.
وروى طاوس
اليماني (رحمهالله) قال : رأيت أعرابيا قد جاء براحلة له فأبركها وعقلها ، ثم رفع
رأسه إلى السماء فقال : اللهم إن هذه الراحلة وما عليها في ضمانك حتى أخرج إليها.
فخرج الأعرابي
وقد أخذت الراحلة وما عليها ، فرفع رأسه إلى السماء فقال : اللهم إنه ما سرق مني
شيء وما سرق إلّا منك. فقال طاوس : فنحن كذلك مع الأعرابي إذا رأينا رجلا من رأس
أبي قبيس يقود الراحلة بيده اليسرى ويمينه مقطوعة معلقة في عنقه ، حتى جاء إلى
الأعرابي وقال له : هاك راحلتك وما عليها. فقيل له : وما حالك؟ فقال : استقبلني
فارس على فرس أشهب في رأس أبي قبيس فقال : يا سارق مدّ يدك فمددتها فوضعها على حجر
ثم أخذ آخر فقطعها به وعلقها في عنقي وقال : انزل فرد الراحلة وما عليها إلى
الأعرابي.