نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 193
كالميت بين يدي الغاسل ، يقلّبه كيف أراد لا يكون له حركة ولا تدبير ،
والمتوكل لا يسأل ولا يرد ولا يحبس.
أبو تراب
النخشبي : التوكل الطمأنينة إلى الله عزوجل. بشر الحافي : الرضا ، وعن ذي النون وقد قال له رجل :
يا أبا الفيض ما التوكّل؟ قال : خلع الأرباب وقطع الأسباب. فقال : زدني فيه حالة
أخرى. فقال : إلقاء النفس في العبودية وإخراجها من الربوبية.
وقال إبراهيم
الحواص : حقيقة التوكل إسقاط الخوف والرجاء ممّا سوى الله ، ابن الفرجي : ردّ
العيش لما يوم واحد وإسقاط غم غد ، وعن علي الروذباري قال : مراعاة التوكل ثلاث
درجات :
الأولى منها :
إذا أعطى شكر وإذا منع صبر.
والثانية :
المنع والإعطاء واحد.
والثالثة :
المنع مع الشكر أحب إليه ، لعلمه باختيار الله ذلك له.
وروى عن
إبراهيم الخواص أنه قال : كنت في طريق مكة ، فرأيت شخصا حسنا فقلت : أجني أم إنسي؟
فقال : بل جنيّ. فقلت : إلى أين؟ فقال : إلى مكة. قلت : بلا زاد؟ قال : نعم ، فينا
أيضا من يسافر على التوكل. فقلت له : ما التوكل؟ قال : الأخذ من الله.
ذو النون أيضا
: هو انقطاع المطامع.
سهل أيضا :
معرفة معطي أرزاق المخلوقين ولا يصح لأحد التوكل حتى تكون السماء عنده كالصفر
والأرض عنده كالحديد ، لا ينزل من السماء مطر ولا يخرج من الأرض نبات ، ويعلم أن
الله لا ينسى ما ضمن له من رزقه بين هذين.
وعن بعضهم : هو
أن لا يعصي الله من أجل رزقه.
وقال آخر :
حسبك من التوكل أن لا تطلب لنفسك ناصرا غير الله ولا لرزقك خازنا غيره ولا لعملك
شاهدا غيره.
الجنيد (رحمهالله)
: التوكل أن تقبل بالكلية على ربّك ، وتعرض ممّن دونه.
النوري : هو أن
يفني تدبيرك في تدبيره ، وترضى بالله وكيلا ومدبرا ، قال الله عزوجل : (وَكَفى بِاللهِ
وَكِيلاً)[١] وقيل : هو اكتفاء العبد الذليل بالربّ الجليل ، كاكتفاء
الخليل بالخليل حين لم ينظر إلى عناية جبرئيل.
وقيل : هو
السكون عن الحركات اعتمادا على خالق الأرض والسماوات.