نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 192
فِي
الْأَمْرِ) فبالله وكتابه ورسوله غنى عن المشورة ، ولكن الله عزوجل أراد أن تكون بيّنة فلا يبرم أمر الدين والدنيا حتى
تشاوروا ، وقد أثنى الله على [أهل] المشاورة فقال : (وَأَمْرُهُمْ شُورى
بَيْنَهُمْ)[١].
روى عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إذا كان أمراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحاءكم
وأمركم شورى بينكم فظهر الأرض خير من بطنها وإذا كان أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم
بخلاءكم ولم يكن أمركم شورى بينكم فبطن الأرض خير من ظهرها» [٢] [١٧٢].
(فَإِذا
عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) لا على مشاورتهم.
وقرأ جعفر
الصادق رضياللهعنه وجابر بن زيد : (فَإِذا عَزَمْتُ) بضم التاء أي عزمت لك
ووفقتك وأنشدتك (فَتَوَكَّلْ عَلَى
اللهِ)
، والتوكل التفعل من
الوكالة يقال : وكّلت الأمر إلى فلان فتوكل أي ضمنه وقام به ، فمعنى قوله : (توكل)
أي قم بأمر الله وثق به واستعنه.
فصل
في التوكل
اختلفت عبارات
العلماء في معنى التوكل وحقيقة المتوكل : فقال سهل بن عبد الله رحمة الله عليه :
أول مقام التوكل ، أن يكون العبد بين يدي الله