responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 3  صفحه : 19

كدأبك من أم الحويرث قبلها

وجارتها أم الرباب بمأسل [١]

وهذا أصل الحرف يقال : دائب في الأمر أو أبة دأبا ودائب [ويدأ ودءوبا] إذا أدمنت العمل ونعيته.

وأدأب السير أدآبا ، فإنّما يرجع معناه الى النّساب والحاك والعادة.

قال الشاعر [٢] :

لأرتحلن بالفجر ثمّ لادئبنّ

قال سيبويه : موضع الكاف رفع ؛ لأن الكاف للتشبيه تقوم مقام الاسم ، وتقديره : دأبهم (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) كدأب الأمم الماضية (كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ) : فعاقبهم.

(بِذُنُوبِهِمْ) : نظيره قوله (فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ) [٣].

(وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ) : قرأ إسحاق وثابت والأعمش وحمزة والكسائي وخلق بالياء فيهما ، الباقون بالتاء ، فمن قرأهما بالياء فعلى الأخبار عنهم أنّهم يحشرون ويقلبون ، ومن قرأهما بالتاء فعلى الخطاب أي قلّ لهم إنكم ستغلبون وتحشرون وكلا الوجهين [صحيح] ؛ لأنه لم يوح إليهم ، وإذا كان المخاطب بالشيء غير حاضر وكانت مخاطبته [في] الكلام بالتاء على الخطاب ، وبالياء على الأخبار والأعلام كما تقول : (قل لغير الله ليضربن ولتضربن).

واختلف المفسرون في المعنى لهذه الآية من هم؟ فقال مقاتل : هم مشركو مكّة ، ومعنى الآية قيل لكفّار مكّة : (سَتُغْلَبُونَ) يوم بدر (وَتُحْشَرُونَ) في الهجرة ، فلما نزلت هذه الآية قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم للكافرين يوم بدر : «إنّ الله غالبكم وحاشركم الى جهنّم» [١٠].

دليل التأويل قوله تعالى : (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ) [٤].

وقال بعضهم : المراد بهذه الآية اليهود.

وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس : إنّ يهود أهل المدينة قالوا لمّا هزم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المشركين يوم بدر : هذا والله النبي الأمّي الذي بشّرنا به موسى ونجده في كتابنا بنعته


[١] فتح القدير : ١ / ٣٢١.

[٢] وهو زهير راجع تفسير مجمع البيان : ٢ / ٢٤٤ والمعنى : إلّا أن يمنعني ولادة طفل.

[٣] سورة العنكبوت : ٤٠.

[٤] سورة القمر : ٤٥. ٤٦.

نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 3  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست