قال سيبويه :
موضع الكاف رفع ؛ لأن الكاف للتشبيه تقوم مقام الاسم ، وتقديره : دأبهم (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ) كدأب الأمم الماضية (كَذَّبُوا بِآياتِنا
فَأَخَذَهُمُ اللهُ) : فعاقبهم.
(وَاللهُ شَدِيدُ
الْعِقابِ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ) : قرأ إسحاق وثابت والأعمش وحمزة والكسائي وخلق بالياء
فيهما ، الباقون بالتاء ، فمن قرأهما بالياء فعلى الأخبار عنهم أنّهم يحشرون
ويقلبون ، ومن قرأهما بالتاء فعلى الخطاب أي قلّ لهم إنكم ستغلبون وتحشرون وكلا
الوجهين [صحيح] ؛ لأنه لم يوح إليهم ، وإذا كان المخاطب بالشيء غير حاضر وكانت
مخاطبته [في] الكلام بالتاء على الخطاب ، وبالياء على الأخبار والأعلام كما تقول :
(قل لغير الله ليضربن ولتضربن).
واختلف
المفسرون في المعنى لهذه الآية من هم؟ فقال مقاتل : هم مشركو مكّة ، ومعنى الآية
قيل لكفّار مكّة : (سَتُغْلَبُونَ) يوم بدر (وَتُحْشَرُونَ) في الهجرة ، فلما نزلت هذه الآية قال النبي صلىاللهعليهوسلم للكافرين يوم بدر : «إنّ الله غالبكم وحاشركم الى جهنّم»
[١٠].
دليل التأويل
قوله تعالى : (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ
وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى
وَأَمَرُّ)[٤].
وقال بعضهم :
المراد بهذه الآية اليهود.
وروى الكلبي عن
أبي صالح عن ابن عباس : إنّ يهود أهل المدينة قالوا لمّا هزم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المشركين يوم بدر : هذا والله النبي الأمّي الذي بشّرنا
به موسى ونجده في كتابنا بنعته