نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 138
فأعجب رسول
الله بهذا الرأي.
وقال بعض
أصحابه : يا رسول الله أخرج بنا إلى هذه الأكلب لا يرون إنا جبنّا عنهم وضعفنا.
فأتى النعمان بن مالك الأنصاري فقال : يا رسول الله لا تحرمني الجنة فو الذي بعثك
بالحق لأدخلنّ الجنة. فقال : «بما؟». فقال : بأني أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأني
لا أفر من الزحف ، قال : «صدقت». فقتل يومئذ ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «قد رأيت في منامي بقرا فأوّلتها خيرا ، ورأيت في
ذباب [١] سيفي ثلما فأوّلتها هزيمة ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة فأوّلتها
المدينة ؛ فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم ؛ فإن أقاموا أقاموا بشر مقام وإن
هم دخلوا المدينة علينا قاتلناهم فيها» [١١٠] [٢].
وكان رسول الله
صلىاللهعليهوسلم يعجبه أن يدخلوا عليه المدينة [فيقاتل] [٣] في الأزقة
فقال رجال من المسلمين ممن كان ذا سهم يوم بدر ، وأكرمهم الله بالشهادة يوم أحد :
اخرج بنا إلى أعدائنا.
فلم يزالوا
برسول الله من حبهم للقاء القوم حتى دخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلبس لامته فلما رأوه لبس السلاح ندموا وقالوا :
بئسما صنعنا نشير على رسول الله صلىاللهعليهوسلم والوحي يأتيه؟ فقاموا واعتذروا إليه وقالوا : اصنع ما
رأيت. فقال صلىاللهعليهوسلم : «[إنه ليس لنبي] [٤] أن يلبس [لامته] [٥] أن يضعها حتى يقاتل» [١١١] [٦].
وكان قد أقام
المشركون بأحد يوم الأربعاء والخميس ، فراح رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد يوم الجمعة بعد ما صلّى بأصحابه الجمعة ، وقد مات
في ذلك اليوم رجل من الأنصار فصلّى عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم خرج إليهم فأصبح بالشعب من أحد يوم السبت النصف من
شوال سنة ثلاث من الهجرة ، وكان من أمر حرب أحد ما كان ، فذلك قوله : (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ
الْمُؤْمِنِينَ)
، قرأ يحيى بن ثاب : (تبوي)
المؤمنين خفيفة غير مهموزة من (أبوى يبوي) مثل (أروى يروي). وقرأ الباقون : مهموزة
مشددة يقال : بوأت تبوئة ، وأبويتهم إبواء ، إذا أوطنتهم ، وتبوّءوا إذا تواطنوا ،
قال الله تعالى (أَنْ تَبَوَّءا
لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً)[٧] ، وقال (وَالَّذِينَ
تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ).
[١] في بعض المصادر
: ذؤابة سيفي. راجع البداية والنهاية : ٤ / ١٣ الهامش.