نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 137
وقرأ الضحاك
بضم الضاد وجزم الراء خفيفة من (ضار يضور) ، وذكر الفرّاء عن الكسائي أنه سمع بعض
أهل العالية يقول : لا ينفعني ذلك ولا يضورني. وقرأ الباقون : بضم [الضاد ، والراء]
[١] مشددة ، واختاره. وهو من (ضرّ يضرّ ضرا) ، مثل (ردّ يرد ردّا). وفي رائه
وجهان :
أحدهما : أنه
أراد الجزم وأصله لا يضرركم فأدغمت الراء في الراء ، ونقلت ضمة الراء الأولى إلى
الضاد وضمت الراء الأخيرة اتباعا لأقرب الحركات إليها وهي الضاد ؛ طلبا للمشاكلة
كقولهم : مرّ يا هذا.
والوجه الثاني
: أن يكون (لا) بمعنى ليس ويضمر الفاء فيه ، تقديره : وإن تصبروا وتتّقوا فليس
يضركم. قاله الفرّاء وأنشد :
إن الله بما
تعملون قرأ الأعمش والحسن : بالتاء. الباقون بالياء (مُحِيطٌ) عالم.
(وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ
أَهْلِكَ). الآية. نظم الآية : (وَإِنْ تَصْبِرُوا
وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً) ولكن الله تعالى ينصركم عليهم كما نصركم (بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ) ، وإن أنتم لم تصبروا على أمري ولم تتقوا نهيي ، فإنه
نازل بكم ما نزل بكم يوم أحد حيث خالفتم أمر الرسول ولم تصبروا ، فاذكروا ذلك
اليوم أو غدا بينكم (تُبَوِّئُ
الْمُؤْمِنِينَ) واختلفوا في هذا اليوم الذي عنى الله تعالى بقوله : (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ) ؛ فقال الحسن : هو يوم بدر. وقال مقاتل : هو الأحزاب.
وقال سائر المفسرين : هو أحد ، وهو أثبت. يدل عليه قوله في عقبه : (إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ
تَفْشَلا) وهذا إنما كان يوم أحد.
قال مجاهد
والكلبي والواقدي : غدا رسول الله صلىاللهعليهوسلم من منزل عائشة فمشى على رجليه إلى أحد ، فجعل يصف
أصحابه للقتال كأنما يقوم بهم القدح إن رأى صدرا خارجا قال : «تأخر».
وذلك أن
المشركين نزلوا بأحد. على ما ذكر محمد بن إسحاق والسدي عن رجالهما. يوم الأربعاء ،
فلما سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بنزولهم استشار أصحابه ودعا عبد الله بن أبي بن سلول.
ولم يدعه قط
قبلها. واستشاره ، فقال عبد الله بن أبي وأكثر الأنصار : يا رسول الله ، أقم
بالمدينة ولا تخرج إليهم ، فو الله ما خرجنا منها إلى عدو قط إلّا أصاب منّا ، ولا
دخلها علينا إلّا أصبنا منه ، فكيف وأنت فينا؟ فدعهم يا رسول الله ؛ فإن أقاموا
أقاموا بشر مجلس ، وإن دخلوا قاتلهم الرجال في وجوههم ورماهم النساء والصبيان بالحجارة
من فوقهم ، فإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا.